الثورة – ترجمة رشا غانم:
في الاجتماع الافتتاحي لمجلس البيت الأبيض المعني بمرونة سلسلة التوريد، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن 30 إجراء جديداً، يفترض أنه يهدف إلى تعزيز سلاسل التوريد الحاسمة للأمن الاقتصادي والقومي لأمريكا.
كما كشف أنه وجه مجلس وزرائه بإنشاء نظام إنذار مبكر يستخدم البيانات لتحديد الإعانات، والتي سرعان ما عدلها إلى مخاطر سلاسل التوريد على “الأمن الاقتصادي والأمن القومي وأمن الطاقة والأمن المناخي”، وبالنظر إلى أن إدارته تتهم الصين باستمرار بتقديم الدعم وأن الكثير من ملاحظاته كانت حول سلاسل توريد أشباه الموصلات، فمن الواضح أن هذه التحركات تستهدف الصين.
هذا وقد أشار البيت الأبيض إلى أنه “عندما تكون سلاسل التوريد سلسة، تنخفض أسعار السلع والغذاء والمعدات، مما يضع المزيد من الأموال في جيوب العائلات الأمريكية والعمال والمزارعين ورجال الأعمال”، وهذا ينطبق أيضاً خارج الولايات المتحدة، ولهذا السبب تمت عولمة الصناعة وسلاسل التوريد.
ولكن التوزيع غير العادل لثمار العولمة – غالبية الثروة التي تنتجها الشركات العملاقة متعددة الجنسيات التي تضخم خزائن الأثرياء – إلى جانب تحديات الإنتاج والصعوبات اللوجستية التي أوجدها وباء كوفيد-١٩ الذي سلط الضوء على الحاجة إلى جعل سلاسل التوريد مرنة، مما أتاح الفرصة للولايات المتحدة لاستغلال المخاوف في السعي وراء هيمنة سلسلة التوريد.
وبذلك، فإنها تؤكد استثناءها النرجسي على حساب العالم، متجاهلة حقيقة أنها بذلك تضر بمصالحها الخاصة أيضاً، ومن خلال الفشل في معالجة التوزيع غير العادل للثروة، لن تفعل الإجراءات شيئاً للتخفيف من الضغوط الاجتماعية في الولايات المتحدة، مهما كانت حكايات بايدن مسلية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، في كلمة ألقاها أمام حفل افتتاح المعرض الصيني الدولي الأول لسلسلة التوريد والمنتدى العالمي للابتكار والتنمية لسلسلة التوريد، أن الحفاظ على مرونة واستقرار الصناعة وسلاسل التوريد العالمية هو ضمان مهم لتعزيز الاقتصاد العالمي.
إن هذا يؤكد التناقض الحاد بين تصريحات لي وبايدن على وجهات النظر والمقاربات العالمية المختلفة للصين والولايات المتحدة، فبالنسبة للولايات المتحدة، الكلمة الأساسية هي أمريكا، وبالنسبة للصين هي العالمية.
يعرف أي شخص مطلع على صناعة أشباه الموصلات وتاريخها سبب انخفاض حصتها البالغة 40 في المائة من السوق العالمية إلى 10 في المائة، فلقد كان رأس المال الأمريكي، الذي يسعى للحصول على أرباح أعلى هو الذي تخلى عن تصنيع الرقائق في البلاد للتركيز على الطرف الأعلى من سلسلة القيمة، ولهذا السبب قد نمت سامسونغ، وهذه هي الطريقة التي ازدهرت بها، كما أن ذلك هو السبب في فقدان وظائف التصنيع في قطاع الرقائق في الولايات المتحدة.
وبحسب ما ورد، فإن واحدة من كل أربع شركات أجنبية مشاركة في معرض الصين الدولي لسلسلة التوريد هي من الولايات المتحدة، إنهم يعلمون أنه في هذا العصر المترابط، فإن مكاسب وخسائر سلاسل التوريد ليست محصلتها صفرا.
المصدر – تشاينا ديلي