الثورة – ترجمة ختام أحمد:
مع دخول “الجيش الإسرائيلي” الشهر الثاني من عمليته في غزة، لا تزال التساؤلات تدور حول الطبيعة الدقيقة للدعم الأميركي للحرب، مع ما يترتب على ذلك من عواقب محتملة كبرى على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
وكان البنتاغون تحدث بشأن تصرفاته بما في ذلك قرار نقل مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، من بين الأصول البحرية الأخرى وأنظمة الدفاع الصاروخي. لكن هناك قضيتان أكثر حساسية مازال يكتنفهما الغموض: ما الذي تفعله القوات الخاصة الأمريكية في “إسرائيل” على وجه التحديد؟ وما الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة الآن للقوات الإسرائيلية؟.
تتمركز قوات العمليات الخاصة الأمريكية في “إسرائيل “و”تساعد الإسرائيليين بشكل فعال” في عدد من المجالات، من بينها الجهود المبذولة “للتعرف على الرهائن، بما في ذلك الرهائن الأمريكيين”، وقد أرسلت وزارة الدفاع أيضاً عشرات من قوات الكوماندوز في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى فريق صغير كان في إسرائيل في 7 تشرين الأول لإجراء تدريبات مقررة مسبقاً”.
كما أرسل البنتاغون جنرالاً من مشاة البحرية يتمتع بخبرة كبيرة في العمليات الخاصة لتقديم المشورة للعمليات البرية الإسرائيلية، لكن الجنرال غادر البلاد قبل التوغل البري في تل أبيب.
أما بالنسبة لهوية الجنود الأمريكيين في إسرائيل، فقد أظهرت صورة البيت الأبيض في اجتماع الرئيس جو بايدن في 18تشرين الأول مع عدد من أعضاء “قوة دلتا”، الوحدة الرئيسية لمكافحة الإرهاب واستعادة الرهائن في البنتاغون.
وانتقدت إدارة بايدن الكونغرس لمحاولاته إخفاء تفاصيل حول عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى “إسرائيل” وسط الحرب، بما في ذلك الإجراء المقترح لتخطي متطلبات إخطار الكونغرس التي من شأنها أن توفر للمشرعين فرصة للاعتراض على مبيعات أسلحة محددة.
قال النائب غريغوري ميكس (ديمقراطي من نيويورك) – لصحيفة واشنطن بوست:
“لا يوجد سبب يمنعنا من ضمان تقديم المساعدة الأمريكية اللازمة لإسرائيل بطريقة سريعة وضمان قدرة الكونغرس على الوفاء بواجبه الرقابي الدستوري،”
وقد ظهر هذا المنطق مؤخراً عندما تبين أن الولايات المتحدة تخطط لتزويد الشرطة الإسرائيلية بالبنادق، والتي يسيطر عليها الوزير اليميني المتطرف إيتامار بن غفير، الذي وعد بتزويد المستوطنين في الضفة الغربية بالبنادق. كما صرح جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، لـ RS الأسبوع الماضي أنه تم الإبلاغ سابقًا عن وحدات متعددة من الشرطة الإسرائيلية بتهمة “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، الأمر الذي يجب أن يمنعهم قانونًا من تلقي أسلحة أمريكية.
إن عملية نقل الأسلحة الأخرى المخطط لها إلى “إسرائيل” والتي تم الكشف عنها علناً هي شحنة تمت الموافقة عليها سابقاً بقيمة 320 مليون دولار على شكل مجموعات قنابل دقيقة تُعرف باسم Spice Family Gliding Bomb Assemblies.
وهناك سبب آخر محتمل للسرية المحيطة بالتورط الأمريكي، وهو الخوف من أن يؤدي الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى الإضرار بمكانة واشنطن في الشرق الأوسط، خاصة في ضوء المعارضة الواسعة النطاق في المنطقة للهجوم الإسرائيلي، والذي وصفه العديد من المعلقين العرب بـ “الإبادة الجماعية”.
وقال الصحفي أكيرمان إن العواقب المحتملة لتدخل الولايات المتحدة المباشر لن تقتصر على الازدراء العام في الشرق الأوسط، “إذا دخلت قوات العمليات الخاصة غزة كمقاتلين، فكيف يمكن لإيران، التي ترتكز استراتيجيتها الإقليمية على قيادة “محور المقاومة” للولايات المتحدة وإسرائيل، أن تشعر بالراحة وهل سوف تغض الطرف تجاه ذلك؟.
المصدر – ريسبونسيبل ستاتكرافت
