الثورة – دمشق – بيداء الباشا:
يكتسـب قطاع الزراعة أهمية قصوى في البرنامج الوطني التنموي لسـورية، وهو من القطاعات ذات الأولويـة في جميـع مراحـل البرنامـج، وبخاصـة في المراحـل الأولى (مرحلتا الإغاثـة والتعـافي) لمـا لـه مـن دور كبير في تحقيـق الأهـداف العامـة لهاتـين المرحلتـين؛ فهـو المسـاهم الأول في تحقيـق الأمـن الغذائي، والمشـغل الأكـبر في ظـل ظروف الحـرب.
وبحسب تقرير هيئة التخطيط والتعاون الدولي مع الجهات المعنية- وعلى الرغـم مـن أوجـه الضـرر التي أصابـت مفـردات عمـل هـذا القطـاع، فهـو يبقـى مـن أسـرع القطاعـات التي يمكـن لهـا تجـاوز هـذه الآثار، ومـن ثمّ فـإن الاسـتثمار فيـه سـريع المردوديـة وقريـب الأثـر، وتمتـاز سورية بتنـوع البيئات الزراعيـة، وهــذا مــا ســاهم في إنتــاج العديــد مــن المحاصيــل الزراعيــة، كالحبــوب والبقوليــات والخضــراوات والفاكهــة وتربيــة الحيــوان.
ويشير التقرير إلى أن التنوع يتيــح إمكانيــة إجــراء التعديــات في التراكيــب المحصوليــة للزراعــات لتلبيــة الحاجــة إلى الغــذاء والمتطلبــات الأخـرى (تصنيـع وتصديـر) مـن جهـة، وتعزيـز القـدرة التنافسـية للعديـد مـن المنتجـات مـن جهـة أخـرى، ويعـول علـى قطـاع الزراعـة في مراحـل التعـافي والانتعـاش والاسـتدامة، وخاصـةً في تشـكيل الناتـج الإجمـالي وفي اسـتيعاب قــوة العمــل، ولأهميتــه في الميــزان التجــاري، ودوره في توفــر الغــذاء للســكان وتوفــر المــواد الأوليــة للصناعــات التحويليــة والغذائية الـتـي تعتمــد علــى المــواد الزراعيــة، وكذلــك في إنعاش الريــف الســوري والمســاهمة في تحقيــق التــوازن التنمــوي.
ويرى التقرير أن جل الاســتثمار في القطــاع الزراعــي هــو اسـتثمار خــاص، حيث تبلغ نســبته 98.5% مــن إجمــالي الاســتثمار (الاسـتثمار في القطاع التعاوني هو اسـتثمار خاص)، في مقابل 1% للقطاع المشـرك و0.5 % للقطاع العام، وهكذا فـإن عـودة الاسـتقرار إلى المناطـق السـورية كفيـل إلى حـد بعيـد في إعـادة التعـافي لهـذا القطـاع.
ولفت إلى أن القطـاع الزراعي يرتبط ارتباطـاً وثيقـاً بقطـاع المـوارد المائية، كما أن مقومات الزراعة تتأثر بحجم الأراضـي القابلـة للزراعـة التي تتأثر نتيجـة الزحـف العمـراني العشوائي المنظـم وغـير المنظـم علـى الأراضـي الزراعيـة خلال سـنوات مـا قبـل الحـرب، ومـن هنـا تأتي أهميـة التكامـل مـع اسـتعمالات الأراضـي، والتي سـيعمل التخطيـط الإقليمـي علـى تحديـد معالمهـا ضمـاناً لكفـاءة اسـتخدام المـوارد.