بين رفض وقبول قرار الأتمتة وإلغاء “التكميلية”.. التربية: اطمئنوا.. طلاب ومعلمون: غير مناسب بمنتصف العام.. وهل الكوادر التدريسية مؤهلة للخطوة؟

الثورة – دمشق – تحقيق بشرى فوزي:

أثار قرار وزارة التربية إلغاء الدورة التكميلية للثانوية بفروعها كافة، وقرار أتمتة مواد الثانوية العامة، واللذان جاءا في منتصف العام الدراسي الحالي – تقريباً -، جلبةً على وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض اعتبر التوقيت غير مناسب، وسارع المدرسون إلى طمأنة طلابهم تارة، ولجأ بعضهم إلى نقد القرار تارةً أخرى، وكتبوا على صفحاتهم الشخصية عبارات لا تخلو من الغموض بين مؤيد ورافض، وبين خائف ومتفائل للقرارين الأخيرين بإلغاء الدورة التكميلية وأتمتة جميع المواد، وكانت وزارة التربية قد بررت ذلك بانتهاء الأسباب التي أدت إلى إحداث دورة تكميلية في السابق.
وتحدث وزير التربية عبر لقاء قناة السورية أمس عن أتمتة الامتحانات، معتبراً ذلك حلاً مهماً جداً، ومؤكداً أنّ الوزارة ستجريه في الامتحان النصفي لهذا العام، ومضيفاً بأن الكوادر قادرة على أتمتة جميع المواد في الامتحان النهائي، منوهاً بأنّ الوزارة ستطبق الامتحانات المؤتمتة على بعض المواد في الامتحان النصفي والتجريبي.
وفور الحديث عن قرار إلغاء الدورة التكميلية وأتمتة مواد الثانوية العامة، التقت صحيفة “الثورة” بعشرات الطلبة والأهالي والمعلمين وأثاروا عشرات التساؤلات، حول توقيت هذه القرارات، فالبعض اعتبر أن “التربية” تقوم بحقل تجارب بسبب اتخاذ هكذا قرارات قبيل الامتحان النصفي، والذي هو التجربة الوحيدة لأبنائهم قبل الامتحان النهائي، فكان الامتعاض سيد الموقف طلاباً وأساتذة وأولياء أمور.

سيف ذو حدين..
أحمد – مدرس مادة رياضيات- يقول: كيف تخرج قرارات مصيرية في هذا التوقيت؟ ولما لم يُتخذ هكذا قرار قبل بداية العام الدراسي على الأقل؟ وبالرغم من رفضه لأتمتة المواد العلمية في هذا التوقيت إلا أنّه وجد شيئاً ما إيجابياً في الأتمتة، فهي سيف ذو حدين، ولكن ليس لهذا العام، وإنما للأعوام القادمة.. وأضاف: الأتمتة التجريبية ستكون لبعض المواد في الامتحان النصفي – حسب تصريح وزير التربية- بينما ستكون كل المواد مؤتمتة في الامتحان النهائي فلماذا كل هذا لتحديد مصير طلابنا؟

توقيت خاطئ..
محمد محمود – مدرس لغة عربية- قال لـ “الثورة” كيف تصدر قرارات مصيرية بالنسبة لطلاب الثانوية العامة في منتصف العام الدراسي؟ وأين كانت وزارة التربية قبل بدء العام الحالي؟.. متسائلاً هل طلابنا وأهاليهم ينقصهم التوتر والخوف حتى تخرج هكذا قرارات في هذا الوقت، ولماذا لم يتم تدريبهم في العام السابق وعلى الأقل في الصيف على هكذا طريقة للامتحانات، معتبراً ذلك تلاعب بمشاعر الطلاب وذويهم وخطأ يجب تداركه حالاً.
وصادم..
راغب مدرس مادة رياضيات يرى أنّ الرياضيات ستكون سهلة نوعاً ما ولكنها دقيقة وتحتاج إلى تدريب مضيفاً أنّ قرار أتمتة المواد مع إلغاء الدورة التكميلية جاء صادماً للأهل والطلاب والمدرسين معاً حيث كان من الأنفع للجميع اتخاذ هكذا قرار قبل بدء العام الدراسي والابتعاد قدر الممكن عن كل ما يزيد من توتر الطلاب وخوفهم في حال كانت وزارة التربية مهتمة بنفسية الطالب ونتيجته النهائية.

كوادر غير مؤهلة..
ليست كل الكوادر مؤهلة لتدريب الطلاب على النماذج المؤتمتة وهي طريقة جديدة وخاصة في الرياضيات- هذا ما تحدثت عنه ميساء، مدرسة فيزياء- وأضافت: هناك كوادر جيدة وقادرة على الانخراط بسرعة مع هكذا قرارات، ولكن يجب لفت نظر وزارة التربية إلى التأكد من قدرات الكوادر قبل الطلاب، وتساءلت هل أجرت الوزارة أي دورات تدريبية للمدرسين لتمكينهم من التعامل مع طلابهم، وإزالة التوتر والخوف؟ أم أنّ القرار عشوائي، ولم تتم استشارة المعلمين والمدرسين؟ وقد تحولوا- بحسب قولها- إلى مرشدين نفسيين لطلابهم منذ لحظة سماعهم لقرار أتمتة المواد وإلغاء الدورة التكميلية، مشيرة إلى أهمية إعادة النظر في هكذا قرارات والتدرج في اتخاذها قبل وقوع الفأس في الرأس.

إلى أين؟
سامية- والدة إحدى الطلاب، تحدثت عن توقيت القرارات، مؤكدة أنّ هكذا قرارات تزيد من توتر الأهل والطلاب قبل الامتحان النصفي التجريبي والذي يعول عليه الطلاب وأهاليهم للحصول على نتيجة نهاية العام، وتساءلت إذا لم تنجح التجربة بأتمتة بعض المواد كالرياضيات مثلاً ما هو الحل؟ هل ستعود الوزارة إلى الطريقة الأولى؟ مضيفة: إنّ التجريب لا ينفع مع طلاب الشهادة، فهذا يزيد من توترهم وخوفهم خاصة مع إلغاء الدورة التكميلية، وأضافت بعض المواد ستكون مؤتمتة تجريبياً، فماذا عن باقي المواد ألا تحتاج إلى تدريب؟

ماذا إن فشلت التجربة؟
رزان – والدة لطلاب في المرحلة الثانوية – ناشدت وزارة التربية بإلغاء قرار أتمتة المواد العلمية لهذا العام، واللجوء لتدريب طلاب الثاني الثانوي على طريقة الأتمتة، وبذلك يتم النظر بحال الطلاب الذين لم يكملوا عامهم الدراسي السابق بسبب الزلزال وتداعياته النفسية والمادية على الأهل والطلاب، مضيفة: إنهم توقفوا عن استكمال دروسهم في العام السابق، وطلبت النظر بعين الرأفة للطلاب وإلغاء أتمتة المواد العلمية لهذا العام والابتعاد عن التجريب بأولادنا.
نؤيد أتمتة المواد الحفظية فقط..
ليان – طالبة في الثانوية العامة- ترى أن قرار أتمتة جميع المواد خاطئ، ولكنها تؤيد أتمتة المواد الحفظية فقط، وذلك لأن التدريب عليها لا يحتاج وقتاً طويلاً ومهارات كبيرة ودقيقة، وأضافت: أمّا المواد العلمية فهو قرار خاطئ وظالم، خاصة وأنّ الحديث منذ فترة كان عن أتمتة العلوم بالنسبة للفرع العلمي فقط، وعلى الرغم من ذلك أجرينا اختبارات الفصل الأول (مذاكرات) ولم تكن مادة العلوم مؤتمتة، بل كانت كما في السنوات السابقة.
وتساءلت لماذا هذا التخبط في منتصف العام؟ ولماذا لا تتخذ قرارات تكون في مصلحة الطلاب وبالاتفاق بين الطلاب والوزارة، وذلك بأخذ رأيهم واعتبارهم الجزء الأهم في العملية التعليمية، وليسوا حجار شطرنج تحركهم قرارات وزارة التربية كيفما تشاء.

غير مناسب بمنتصف العام.. ولماذا لم تستطلع آراؤنا؟
ريم عز الدين – طالبة ثانوية عامة الفرع العلمي-، اعتبرت أن القرار ظالم لأنه في منتصف العام الدراسي، وتساءلت لماذا لم تتخذ هكذا قرارات قبل بداية العام الدراسي، وهل نحن في حقل تجارب؟ وهل انتهت كل المشكلات الموجودة حتى تلتفت الوزارة إلى الثانوية العامة في منتصف العام الدراسي، وتتخذ قراراً يعد مصيرياً بالنسبة لفئة كبيرة من الطلاب وأهاليهم، وتساءلت لماذا لم يجرَ استطلاع رأي بين الطلاب لأخذ رأيهم، مؤكدة بأنّ الطلاب هم أصحاب الشأن في هكذا قرارات- حسب قولها.
علي – طالب ثانوية عامة- تحدث عن الظروف السيئة التي يعيشها الطلاب في ظل ارتفاع الأسعار وانقطاع شبه تام للكهرباء، متسائلاً عن الظروف التي تغيرت بنظر “التربية” حتى يتم اتخاذ هكذا قرارات في منتصف العام الدراسي، وأضاف: لماذا تتم أتمتة بعض المواد وتعميم الأتمتة على جميع المواد في نهاية العام الدراسي؟ فأين الامتحان التجريبي للفيزياء المؤتمت والكيمياء.. ولماذا تم التركيز على الرياضيات التي تعتبر عقدة الطلاب في الثانوية العامة.. وكيف يتخذ هكذا قرار من دون مشاركة الطلاب، أو تدريبهم، وسؤالهم؟

ختاماً..
يطول الحديث حول آراء الجميع في القرارات الأخيرة لوزارة التربية، حول انتهاء الظروف التي أدت لإنهاء الدورة التكميلية وأتمتة جميع المواد في نهاية العام الدراسي، على الرغم من إجراء التجارب في الامتحان النصفي على بعضها فقط.
وهنا لابد من التساؤل كيف تعمم الأتمتة لجميع المواد وتكون التجربة على بعض المواد فقط؟ وما هي الظروف التي تغيرت المعيشية أم انقطاع الكهرباء والمواصلات وغير ذلك؟ ولماذا لم تتخذ وزارة التربية هكذا قرار قبل بداية العام الدراسي، وانتظرت حتى قرب حلول الامتحان النصفي، وزادت من توتر الطلاب وذويهم ومدرسيهم؟!
وهل تأكدت وزارة التربية أن كوادرها مؤهلة للقيام بهذه الخطوة؟ هل أجرت أي دورة تدريبية للأساتذة لتعم الفائدة على الطلاب؟ ولماذا كان الحديث يدور حول أتمتة العلوم فقط ومنذ عدة أشهر بينما لم يكون الاختبار (المذاكرة) مؤتمتاً؟ كل ذلك نضعه برسم وزارة التربية.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة