مجتمع المعارض

بمقدار ما يمكن للمعارض بمختلف أصنافها أن تحقق انتعاشاً اقتصادياً – أو على الأقل تُنذر بذلك – وتُضفي ارتياحاً اجتماعياً بات واضحاً، بمقدار لا نزال بحاجة إلى الكثير من الاهتمام والعناية بها أكثر فأكثر .

كان يمكن لاعتماد مبدأ التوسع الأفقي بالمعارض بشكل عام أن يضع وزارة الاقتصاد أمام فرصٍ ذهبية حقيقية يمكن استثمارها بشكل كبير، ليس على مستوى المدن فقط، وإنما على مستوى البلدات والقرى، وهذا يمكن أن يحصل حتى ضمن الإمكانيات المتاحة مهما تكن ضيقة.

ونقول وزارة الاقتصاد لأنها هي ( أمّ المعارض ) وإليها تتبع المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، غير أنّ مثل هذه المعارض التي نقصدها يمكن أن تتولاها جهات أخرى كالبلديات .. أو وحدات الإرشاد الزراعي، أو جمعيات أهلية، أو غرف التجارة والصناعة والزراعة، أو مديريات التجارة الداخلية في المحافظات .. وما إلى ذلك.

طبعاً المعارض ربما تحتاج إلى بنية تحتية مكلفة، ولكن إن نوينا إنعاش هذا النشاط إنعاشاً جديّاً وواسع الانتشار، فيمكن اللجوء إلى معارض قليلة الكلفة، كاللجوء مبدئياً إلى المعارض الصيفية المكشوفة التي لا تحتاج إلى الكثير من التجهيزات، ومع الأيام يمكن أن يتطور الوضع إلى تخصيص أرض ومن ثم إقامة البنى التحتية المناسبة.

الأمر يحتاج إلى الايمان بالفكرة أولاً، ومن ثم كل شيء قابل للنمو والتطور، ولاسيما أن المعرض يحقق مصالح مختلف الأطراف، سواء الجهة المنظمة – بلدية أم جمعية أم غير ذلك – من خلال ما يمكن أن تتقاضاه من رسوم، أو بدل اشتراك في المعرض حتى وإن كان رمزياً، أم الجهات العارضة التي ستجد في هكذا معرض فرصة للبيع المباشر أمام جمهرة المستهلكين الذين سيجدون في المعرض – هم أيضاً – فرصة لتخفيضات في الأسعار على شكل عروض جذابة لا بد وأن يحرص عليها العارضون.

والمعرض في حقيقة الأمر من خلال ما يُحدثه من تجمّع ولقاءات ونقاشات، لا بد وأن يخلق حالة اجتماعية مريحة ولاسيما على مستوى القرى والبلدات، لأن أغلب الزائرين يعرفون بعضهم بعضاً، وظروف الحياة القاسية باتت تُبعد الناس عن بعضها، ولذلك ستكون مثل هذه المعارض بالفعل فرصة للتلاقي الذي قد يحمل بين طياته الكثير من الحميميّة عند أغلب الزائرين والعارضين أيضاً.

تخيّلوا أن في قريتنا معرضاً، وليتخيّل كل ريفي أن في قريته كذلك معرضاً أيضاً، وكيف سيهبّ أهالي القرية – فرحين على الأغلب – لزيارته والاطلاع على محتوياته وعروضه، وشراء ما يمكن أن يُشترى.

ترويحٌ عن النفس .. وفرصة تسوّق .. وفرصة بيع .. وفرصة بدل خدمات .. ومن يدري فهكذا معارض قد تخلق أفكاراً وإبداعات عند البعض تساهم بالنهاية بخلق فرص عملٍ أيضاً ..

هلمّوا .. فالانتظار لن ينفع .. ولِمَ الانتظار ..؟ ففي كل يوم يمكن أن نرى في البلاد عشرات المعارض.

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟