الثورة – يامن الجاجة:
على الرغم من بقاء جولة واحدة فقط، على نهاية منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم، إلا أن المسابقة المحلية الأهم تخلت هذا الموسم عن عاداتها التي كانت سمة السنوات الأخيرة، في جزئية رتابة المنافسة، أو عدم وجودها أصلاً، إن صح التعبير، ولا سيما مع قدرة أي متابع على معرفة بطل المسابقة بشكل مسبق، سواءُ تعلق الأمر بنادي الفتوة، الذي حاز بطولة الدوري في الموسمين الأخيرين، أم نادي تشرين الذي سيطر على قمة الكرة السورية قبل الفتوة لثلاثة مواسم متتالية.
دوري مختلف
دوري هذا الموسم، الذي تقام جولته الأخيرة أوئل شهر تموز المقبل، كان مختلفاً، بعدما قررت اللجنة الاستشارية في اتحاد اللعبة الشعبية الأولى، بالتشاور مع مندوبي أندية الدرجة الممتازة، استكمال منافسات المسابقة التي كانت قد توقفت في الجولة الخامسة، بحيث تُلعب مباريات مرحلة الذهاب فقط، مع إلغاء منافسات مرحلة الإياب، واستحداث دوري من مرحلة واحدة للفرق الأربعة الأولى في جدول الترتيب، شرط استحواذها على نقاط تمايز، بحيث يحصل صاحب المركز الأول على أربع نقاط في مرحلة دوري الأقوياء، وصاحب المركز الثاني على ثلاث نقاط، وثالث الترتيب على نقطتين، والرابع على نقطة وحيدة.
منافسة محتدمة
قرار استحداث دوري للأقوياء، أشعل المنافسة بين معظم فرق الدوري، التي سعت للتأهل إلى دوري الأقوياء، علماً أن عدة فرق تحتفظ بحظوظ متفاوتة في التأهل قبل مباريات الجولة الأخيرة، وهو ما يعني حكماً أن التنافس الكبير، ووجود فرصة لدى الجميع، قد أشعل جذوة المنافسة، و ردم شيئاً من تلك الفجوة التي تسبب بها تواضع المستوى الفني، والذي أدى لضعف المتابعة الجماهيرية، عكس ما يتم حالياً، نظراً لفرص التأهل القائمة لدى معظم فرق المسابقة.
تعميم الاستثناء
طبعاً نجاح التجربة من حيث المبدأ، بانتظار ما ستسفر عنه مباريات دوري الأقوياء يدفع الكثيرين من متابعي الدوري، للمطالبة بتعميم فكرة دوري الأقوياء على جميع المواسم، وذلك لعدة اعتبارات، أولها زيادة حدة المنافسة، وثانيها تحفيز جميع الفرق على اللعب النظيف، باعتبارها جميعاً ستدافع عن حظوظها في تحقيق أي مكسب دون أي تراخٍ، وثالثها زيادة عدد المباريات، ولا سيما المباريات التي تجمع فرق القمة، وهو ما سيعني إمكانية حدوث تطور على مستوى المتابعة الجماهيرية والتغطية الإعلامية، والارتقاء أكثر بالمستويات الفنية.
فكرة إضافية
وبالتأكيد فإن فكرة دوري الأقوياء، يمكن أن تكون مطبَّقة بشكل مختلف على الفرق الأخيرة في جدول الترتيب، بحيث يهبط آخر فريقين في جدول الترتيب إلى الدرجة الأولى، فيما يلعب مثلاً صاحبا المركزين التاسع والعاشر، مع صاحبي المركزين الثاني والثالث في التجمع النهائي لدوري الدرجة الأولى، وبهذا الشكل سيضمن القائمون على كرتنا وجود تنافس محتدم، مع تكريس مسألة اللعب النظيف، دون أي تلاعب بالنتائج، مع وجود فرصة حقيقية للتطور في عدة جوانب فنية وجماهيرية تسويقية.