الثورة -السويداء – هند العرموني:
في إطار مساعيه لتمكين المرأة وتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر التي تعيلها النساء، قام فريق جنى للتنمية المستدامة اليوم بمنح قروض دون فوائد لعدد من السيدات المعيلات، بهدف دعم مشاريعهن الصغيرة ومتناهية الصغر، وتُعد هذه المبادرة نموذجاً لصدقة جارية مستدامة، حيث يتم تمويل القروض الجديدة من خلال الأقساط الشهرية التي تُسددها المستفيدات من القروض السابقة.
وأوضح الفريق أنه تم حتى الآن استهداف 119 سيدة معيلة على مرحلتين، في خطوة تهدف إلى تعزيز استقلالية النساء الاقتصادية وتوفير مصدر دخل دائم لهن ولأسرهن.
وفي تصريح خاص لـصحيفة الثورة، قالت السيدة عفاف الملحم، إحدى مؤسسات الفريق:
“بدأت المبادرة من خلال دعم المغتربين وأصحاب الأيادي البيضاء، عبر تقديم مساعدات مالية وعينية تسهم في إقامة مشاريع تنموية تضمن دخلاً دائماً للنساء اللواتي لا يملكن معيلًا، أو من تقع على عاتقهن مسؤولية إعالة أسرهن.”
وأضافت الملحم:
“ندرك أن تقديم مبالغ مالية دورية أمر صعب، لذا نركّز على دعم المشاريع التي تضمن للنساء اكتفاءً ذاتياً، ونعمل باستمرار على تنظيم دورات تدريبية أسبوعية أو شهرية للمستفيدات، لتمكينهن من إدارة مشاريعهن بفعالية وتحقيق استقلال اقتصادي حقيقي.”
وفي جانب إنساني آخر، نوّهت الملحم إلى مبادرة إعارة الأدوات الطبية، مشيرة إلى أن إحدى السيدات المغتربات قدّمت ثلاث كراسي متحركة وجهازَي “ووكر” لذوي الاحتياجات الخاصة، كصدقة جارية، تُستخدم لفترات زمنية محددة وتُعاد بعد انتهاء الحاجة منها.
يُذكر أن فريق جنى للتنمية المستدامة، تأسس عام 2019، ويعمل منذ ذلك الحين على تقديم العديد من المبادرات المجتمعية، منها:
جلسات دراسية مجانية لطلاب الصف التاسع، تقام يومين في الأسبوع، وتشغيل أربعة محال للألبسة المجانية موزعة على أربع مناطق في المحافظة، تقدّم الملابس يومياً للمحتاجين، وإعارة أدوات طبية للمحتاجين، وأيضاً يقدّم دعماً مالياً لطلاب الجامعات لتغطية جزء من نفقاتهم الدراسية.
تحدثت إحدى المستفيدات من القروض عن تجربتها قائلة:
“منحني فريق جنى قرضاً بقيمة مليون ونصف ليرة، بدأت به مشروعاً صغيراً لبيع الخضار والفواكه، ففي ظل الظروف الاقتصادية الحالية، لم أستطع الاعتماد على عائلتي لتأمين دخلي، لذا قررت تأسيس هذا المشروع الذي أصبح مصدري اليومي للمعيشة.”
تُجسد مبادرة فريق جنى للتنمية المستدامة نموذجاً حيّاً للتكافل الاجتماعي والتمكين الاقتصادي القائم على الاستدامة، بعيداً عن الحلول المؤقتة، فبفضل هذه الجهود، تحوّلت المساعدات من حالة عابرة إلى فرص حقيقية لبناء مستقبل أفضل لعشرات النساء المعيلات وأسرهن، ومع ازدياد الحاجة إلى مثل هذه المبادرات، يبقى الأمل معقوداً على استمرار دعم المجتمع المحلي والمغتربين من أصحاب الأيادي البيضاء..