الثورة- ترجمة ختام أحمد:
شهد جنوب سوريا تصعيدا حادا في النشاط العسكري الإسرائيلي، تزامناً مع الحملة الإسرائيلية ضد إيران، والتي أدت إلى تحويل أجزاء من الأراضي السورية إلى ممرات للصواريخ والمسيرات الإيرانية التي تم اعتراضها في الأجواء السورية.
وقال مدير تحرير شبكة تجمع أحرار حوران، يوسف المصلح، لصحيفة العربي الجديد: إن القوات الإسرائيلية صعدت من عمليات التوغل في محافظتي القنيطرة ودرعا منذ بدء الهجوم الإيراني في 13 حزيران الحالي، مع عمليات متفرقة وصلت إلى ريف دمشق الغربي في بيت جن.
وأفادت التقارير باغتيال قوات الاحتلال شخصاً وباعتقال آخرين، وتشمل هذه الاقتحامات هدم المنازل والاعتقالات التعسفية وإقامة الحواجز الأمنية، لا سيما في مناطق مثل الحميدية، بذريعة البحث عن أسلحة أو مطلوبين، وبحسب المصلح، فإن العمليات تهدف إلى تحييد التهديدات المتصورة ونزع سلاح السكان، وفي الوقت نفسه بناء قاعدة بيانات للشخصيات المحلية المؤثرة أو المتعاونة المحتملة من خلال الاستجوابات.
كما تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت طائرات إيرانية بدون طيار فوق الأراضي السورية في سقوط ضحايا وأضرار في الممتلكات.
وأدت طائرة مُسيّرة أُعترضت قرب بلدة نصيب الحدودية الأردنية إلى إصابة امرأة بجروح خطيرة، بينما سقطت أخرى على منزل في صافيتا بمحافظة طرطوس، ما أسفر عن مقتل أحد السكان، كما أدت حوادث مماثلة في درعا والسويداء والقنيطرة إلى تضرر منازل وإشعال حرائق.
وفي تطور لافت، أفادت التقارير أن القوات الإسرائيلية سيطرت على تل أحمر شرقي، ورفعت العلم الإسرائيلي فيه، وأعدته قاعدة جديدة مجاورة لموقعها الحالي في تل أحمر غربي بالقرب من بلدة كودنة، وبحسب صحيفة العربي الجديد، تم قطع الطرق المؤدية إلى كودنة بسواتر ترابية، وتنضم هذه النقاط إلى أكثر من عشرة مواقع عسكرية جديدة أُنشئت منذ سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول، منها مهبط مروحيات في جباتا ومنشآت رئيسية قرب سد المنطرة ومركز مدينة القنيطرة المدمر.
وقال محمد أبو حشيش، ناشط محلي في القنيطرة: إن إسرائيل تستغل أشهر الصيف قبل أن تقطع العواصف الشتوية الوصول إلى جبل الشيخ، وتنشر معدات ثقيلة على مدار الساعة لترسيخ وجود إسرائيلي واسع النطاق يُطل على الأراضي السورية واللبنانية.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل سيطرت على مرصد الشيخون مباشرة بعد الإطاحة بالأسد، وبنت قاعدة لطائرات الهليكوبتر بالقرب منه، ورغم أن اتفاق فك الارتباط لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا أنشأ منطقة عازلة ضيقة منزوعة السلاح تراقبها قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، فإن الأعمال الهندسية والتوسع العسكري الإسرائيلي يبدو الآن وكأنه يمتد إلى ما هو أبعد من النطاق الأصلي للاتفاق.
ونقلت وكالة أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: إن هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو التفاوض على سلسلة من الاتفاقيات، بدءاً باتفاقية فك الارتباط المعدلة وانتهاءً باتفاق سلام.
وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن إسرائيل تسعى إلى مضاعفة مساحة المنطقة منزوعة السلاح إلى أكثر من 600 كيلو متر مربع، مما يمنع الوجود العسكري السوري جنوب دمشق ويمنح إسرائيل حرية الحركة الكاملة، لكن رشيد حوراني من مركز جسور للدراسات شكك في صحة هذه الخطط، وأشار في حديث له لصحيفة العربي الجديد إلى الاجتماعات الأخيرة بين المسؤولين السوريين وقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، والتي أكدت التزام سوريا باتفاقية عام 1974.
وقال حوراني: إن الموقف الأميركي يختلف عن الموقف الإسرائيلي، وقد تضغط واشنطن على تل أبيب للانسحاب بعد الحرب الإيرانية، وحذر من أن غياب الجيش السوري قد يسمح لإيران بإعادة تشكيل شبكات بالوكالة، لكنه رفض احتمال المزيد من التوسع الإسرائيلي، مستشهدا بضعف الروح المعنوية الإسرائيلية بسبب الحرب البرية في غزة، وموقف سوريا الجديد في السياسة الخارجية القائم على “صفر مشاكل”.
المصدر- The New Arab