الثورة – راغب العطيه:
أقامت السفارة الكوبية بدمشق اليوم فعالية احتفالية بمناسبة الذكرى الـ 65 للعيد الوطني الكوبي، وذلك في مسرح مدارس أبناء الشهداء في دمشق.
وأكد السفير الكوبي لويس ماريانو فرنانديز رودريغيس في كلمته بالاحتفال أن إقامة هذه الفعالية في مدارس أبناء وبنات الشهداء في سورية ما هي إلا انعكاس للمودة والصداقة والتضامن بين الشعبين الشقيقين السوري والكوبي اللذين يناضلان ضد الامبريالية والاستعمار وينتصران رغم الحصار والاعتداءات والعقوبات التي يتعرضان لها منذ عشرات السنين.
وقال: إنه لشرف كبير وامتياز استثنائي أن نستذكر في هذا المكان معاً أحد أهم الأحداث في تاريخ كوبا وأمريكا اللاتينية، وهو انتصار الثورة الاشتراكية التي قادها فيدل كاسترو مع شعبه ونحتفل في الأول من كانون الثاني القادم بالذكرى 65 لانتصارها، مشيراً إلى أسباب تنظيم هذه الفعالية في مدرسة أبناء الشهداء في سورية، وهو لأن الأطفال والشباب الكوبيين كانوا وما زالوا محور اهتمام التحولات والتغيرات الاجتماعية التي حدثت في كوبا بعد الثورة لتحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية ولأن الأطفال هم أمل العالم، تماماً كما أطفال غزة الذين يواجهون اليوم جرائم إبادة جماعية من قبل “إسرائيل” تحت حماية حكومة الولايات المتحدة الأميركية.
وشدد السفير رودريغيس على أن المؤسسات التعليمية في كوبا ومدارس أبناء الشهداء في سورية تتشاركان بنفس القيم والمبادئ، فبالإضافة إلى اكتساب المعرفة وتنمية القدرات البدنية والفكرية يتم تربية الأجيال الجديدة على مبادئ حب الوطن والتضامن والصداقة والسلام، وأن يكون الرجال والنساء مواطنين صالحين ومفيدين للمجتمع، مبيناً أن السبب الأساسي الذي يعيق التنمية والرفاهية عن الكوبيين وبالأخص الأطفال والشباب هو الحصار المجرم المفروض على بلادهم منذ أكثر من 60 عاماً من قبل الولايات المتحدة الأميركية والمرفوض بشدة من قبل غالبية المجتمع الدولي.
ولفت رودريغيس إلى الانجازات المهمة التي حققتها بلاده في مجالات العلوم والرياضة والتعليم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات الـ 64 من عمر الثورة، مستذكراً دعم المقاتلين الأمميين الكوبيين للقضايا العادلة للحركات التحررية والثورية في الدول الصديقة وفي العالم، ومنها سورية خلال حرب تشرين التحريرية عام 1973، وهذا أمر لا يمكن القيام به إلا إذا كان هؤلاء الرجال يحملون مبادئ وقيم الثورة الاشتراكية من أمثال المقاتلين والمناضلين الأساسيين والضروريين كفيدل كاسترو وجيفارا وراؤول الذين لم يدخروا تضحيات شخصية ليضعوا أنفسهم دائما في خدمة الوطن والحياة.
من جانبها افتتحت اللواء لميس رجب مديرة المدارس الداخلية لأبناء وبنات الشهداء كلمتها بأقوال السيد الرئيس الفريق بشار الأسد والقائدين الخالدين المؤسس حافظ الأسد والكوبي فيدل كاسترو عن الشهادة والشهداء، وقالت إنه لشرف عظيم لنا في مدارس أبناء الشهداء أن نشارك الأصدقاء الكوبيين الاحتفال في عيدهم الوطني وانتصار ثورتهم على الامبريالية الأميركية والتي كان لها الأثر الكبير في نفوس الكوبيين وكل الثائرين في العالم.
وأشارت إلى انه رغم الانتصار الكبير لثورة العدالة والكرامة والحرية والسيادة والإنسانية الكوبية ما تزال واشنطن مستمرة بنهجها الاستعماري حيث فرضت على كوبا حصاراً خانقاً من كافة النواحي منذ عشرات السنين ومع ذلك تمكن الشعب الكوبي الصديق من تحدي هذا الحصار بفضل عقيدته وانتمائه وتضامنه وحبه لبلده، حيث حقق الكثير من الازدهار والنهضة والتقدم بكافة المجالات والنواحي وخاصة في المجال العلمي والطبي.
ونوهت اللواء بالمواقف المبدئية والثابتة لكوبا وقيادتها الشجاعة إلى جانب سورية في قضاياها العادلة وفي حربها على الإرهاب الذي تدعمه الولايات المتحدة سراً وعلانية.
وقد قدم كورال مدارس أبناء وبنات الشهداء بقيادة المايسترو عماد طرقجي العديد من الأغاني الوطنية والقومية، كما قدمت فرقة طالبات مدارس بنات الشهداء بقيادة وسام محمود لوحات فنية متنوعة وتخلل الحفل فيلماً وثائقياً استعرض العلاقات بين سورية وكوبا.
وفي تصريح للصحفيين أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ استمرار سورية في الوقوف إلى جانب كوبا بمواجهة الحصار الظالم والمجرم المفروض عليها، مشيراً إلى أن إقامة هذه الاحتفالية في مدارس أبناء وبنات الشهداء لها رمزيتان، الأولى أهمية الشهادة في الكفاح من أجل الحرية والاستقلال والدفاع عن الثورة، والثانية أن هذه المدارس هي منبع للكوادر والكفاءات التي يمكن أن تسهم في العمل على استمرار الثورة والحياة ومنح الوطن العزة والكرامة والحفاظ على السيادة والاستقرار، متوجهاً بأحر التهاني إلى كوبا قيادةً وشعباً بذكرى انتصار الثورة الكوبية العظيمة.
حضر الحفل مدير مديرية الشهداء والجرحى والمفقودين في وزارة الدفاع اللواء بسام بري، وعدد من ضباط الجيش العربي السوري، ورؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين في دمشق وأعضاء من مجلس الشعب وعدد من مديري الإدارات في وزارة الخارجية والمغتربين وحشد من المدعوين والإعلاميين.