الثورة – دمشق – وفاء فرج:
توقع المستهلكون- حسب تصريحات مسؤولي قطاع الدواجن- انخفاضاً في أسعار منتجات الدواجن نتيجة الإجراءات والقرارات الصادرة عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والحكومة لدعم قطاع الدواجن، إلا أن (حساب القرايا لم يتطابق مع حساب السرايا)، فكانت النتيجة مفاجئة وخابت آمال المواطن، وأسعار الفروج الحي تجاوزت ٤٤ ألف ليرة للكيلو وسعر البيضة ٢٥٠٠ ليرة وطبق البيض فوق ٦٣ ألف ليرة حسب الوزن، فما هي الأسباب؟
مدير عام مؤسسة الدواجن الدكتور سامي أبو دان أوضح لـ “الثورة” أن ارتفاع أسعار مادتي الفروج والبيض يعود إلى عدة أسباب، وعلى صعيد البيض فإن العرض أقل من الطلب نتيجة أن التربية أقل وعدم عودة قسم كبير من المربين للتربية، وبالتالي هناك تناقص بأعداد المربين الداخلين بالعملية الإنتاجية والذي يعود إلى الخسائر السابقة التي تعرضوا لها نتيجة تذبذب الأسعار، والأمر الثاني هو ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم ثباتها، وهذا يتعلق بتذبذب أسعار الصرف كون أن ٩٠% من مواد علف الذرة الصفراء استيراد، إضافة إلى زيادة أسعار الأعلاف التي تشكل ٨٠% من مدخلات الإنتاج.
ولفت إلى أن التكاليف غير ثابتة، وبالتالي ستكون الأسعار مرتفعة وسينعكس ذلك على السعر النهائي للمنتج هذا ما يتعلق بالبيض، وأما بالنسبة للفروج فالارتفاع بالأسعار يعود لنفس الأسباب المذكورة آنفاً، إضافة إلى أسباب أخرى، وهي الدخول في فصل الشتاء والبرد الذي يتطلب كلفاً إضافية، كقيمة محروقات أو عوامل التدفئة، أضف إلى ذلك عدم تطبيق إجراءات الأمن الحيوي بشكل كامل، فأصبح هناك ارتفاع بالنفوق وزيادة عن المعدل الطبيعي عند المربين بالقطاع الخاص لعدم تطبيقهم إجراءات الأمن الحيوي الصحيحة.
نقص العرض
وبين أبو دان أن ذلك يدخل ضمن عامل نقص العرض، وبالتالي تتلخص الأسباب في الارتفاع في غلاء الأعلاف وقلة عدد المربين ودخول موسم الشتاء ودخول كلف إضافية للمحروقات وارتفاع النفوق بشكل جزئي عند بعض مربي القطاع الخاص لعدم تطبيقهم إجراءات الأمن الحيوي، وبالمقابل الطرف الثاني المستهلك يعتبر منتجات الفروج من العوامل الأساسية كبروتين حيواني ولدى المقارنة مع أسعار الأسماك واللحم الأحمر فإن الفروج أرخص بفروقات واسعة وبالتالي نقص العرض وزيادة الطلب أحدثت الفجوة على حساب زيادة الأسعار.
الوعود ذاتها
من جهته أوضح رئيس اللجنة المركزية للدواجن في اتحاد غرف الزراعة نزار سعد الدين في تصريح سابق أن انخفاض الأسعار يلزمها شهر لحصاد نتائج آثار القرارات الإيجابية لوزارة الزراعة، وبالتالي الأمر يحتاج لوقت، مبيناً أن فترة التربية القادمة ستكون مجزية لكل من المربين والمستهلكين إلا أن فترة الأعياد حالياً وزيادة الطلب مع قلة العرض أدى لزيادة السعر، إلا أنها لم تنقطع من الأسواق، لافتاً إلى أن آثار القرارات لتنعكس على الأسعار يلزمها أكثر من شهر وإننا سنلمس خلال منتصف الشهر الأول من العام القادم عرضاً للمادة أكثر من الموجود.
وأشار إلى أن فترة الأعياد التي لجأ فيها الناس لشراء منتجات الدواجن نتيجة ارتفاع أسعار الخضار واللحوم الحمراء والأسماك، في ظل عرض ضعيف، ما أدى لارتفاع أسعارها، مؤكداً أن المداجن مليئة حالياً بالدواجن وهناك تربية للفروج اللحم وللفروج البياض وأن الآثار الإيجابية تحتاج فقط لبعض الوقت وسنلمس الفرق في الأيام القادمة.
بدوره المربي مازن مارديني أوضح أن ارتفاع الأسعار مرهون بالعوامل الجوية وكل المربين يبتعدون عن آلية العمل التي يتطلبها فصل الشتاء نتيجة الحاجة إلى التدفئة ذات الكلف المرتفعة، إضافة إلى أن إيقاع العرض والطلب يفرض نمطاً معيناً على الأسواق سواء البيض أو الفروج، ناهيك عن التكاليف المرتفعة للوقاية والعلاج من الأمراض منها الرشح، منوهاً بأن الطلب يزداد على الفروج والبيض مع اقتراب الأعياد وبالتالي العرض والطلب هو الفصل.
وبين أنه على الصعيد العملي والمهني لا يوجد تقصير بتقديم الدعم من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وعليه تعمل على دعم المربين بكل مفاصل العمل، معتبراً أن هنالك تشجيعاً من قبل الوزارة على أن يكون هناك تقدم وتطور بالمصلحة والعمل، مشيراً إلى أنهم كمربين مطالبين اليوم بالسرعة في الإنتاج، لكن الأمر يتطلب وقتاً خاصة أن المربين حذرين من هذه الأجواء ولا يقومون بالمجازفة والبعض يجازف إلا أنهم قلائل وبالتالي أيضاً هنا الأمر مرتبط بالعرض والطلب بطريقة غير مباشرة.