ليس من قبيل المصادفة أن تحتفي دمشق بأيام الفن التشكيلي للموسم السادس على التوالي خلال الأسبوع الماضي، فالسوريون عبر التاريخ سجلوا بصمة واضحة في المشهد التشكيلي داخل سورية وخارجها.
هذا العام كان للاحتفالية طعم آخر والسبب هو الاحتفاء بمناسبة مرور مئة عام على ولادة كل من التشكيليين الراحلين أدهم اسماعيل 1922-1963 ومحمود حماد 1923-1988 بوصفهما أحد أبرز الوجوه الرائدة لجيل الرواد المؤسسين للحركة الفنية التشكيلية، ناهيك أن الاحتفالية مناسبة لتبادل الآراء والأفكار ومساحة جميلة أمام الشباب والمبدعين ليبرزوا تجاربهم الفنية الغنية.
كثيرة هي المعارض التي شهدها المشهد الثقافي خلال هذه الأيام وكانت في مجملها تحمل معاني ومضامين مهمة لاسيما تلك التي تناولت القضية الفلسطينية، قضية السوريين عبر التاريخ، والأهم هو إقبال الجمهور على هكذا معارض الأمر الذي يدل على أهمية الفن التشكيلي في حياة السوريين.
أدهم اسماعيل ومحمود حماد وغيرهم الكثير الكثير أسماء نعتز بها، تستحق الاحتفاء بها والتكريم، وواجبنا أن نكتب عنها، فهؤلاء ملؤوا المشهد الثقافي بعطائهم وإبداعهم الذي مازال يُدرس ويزرع بذور الجمال في كل مكان.
أيام الفن التشكيلي حدث ثقافي يضاف إلى الأحداث الثقافية الأخرى التي تكسو المحافظات السورية بالإبداع، فرغم الحزن والحروب إلا أن ثقافة الحياة لم ولن تموت في سورية، وستبقى المسيرة مستمرة، فمنذ الأزل كانت وستبقى عروس المجد وأرض الثقافات والحضارات ومساكب الإنسانية .