الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
هاك فؤادي سيدة النبض المنساب على كفيك يؤطر ما تتناسلْ منه صروحي..
يتركني أرقى نحو حضورك رغم العمر حنيناً ترسمه الأيام وأغزل من فيض لهيبك تهويمات تشعل روحي”.. بهذه الكلمات عرف الشاعر ذو الفقار الخضر إحدى مجموعتيه الشعريتين “خيوط الوجد” الصادرتين مؤخراً، والثانية بعنوان “على قيثارة البوح” سنبحر في بعض تفاصيلهما..
البداية مع مجموعته الشعرية “خيوط الوجد” التي حمل الغلاف تماثيل فرعونية تتحدث عن حضارة موغلة في العمق للنحات المبدع إياد بلال تضمنت 32 قصيدة في 117 صفحة قطع متوسط، تنفيذ وإخراج الشمعة للطباعة، تنوعت قصائده بين الغزل والشعر الوجداني والعاطفي والوطني تخليد لذكرى شهدائنا، تباينت بين التفعيلة والفصيحة والموشحات، وتضمنت معارضة وحيدة بعكس دواوينه السابقة معارضة لقصيدة الشاعر “حيدر الحلي” بعنوان “رشفات ورشقات”
أشار فيها إلى الوضع الراهن، وإلى عمق الحضارة العربية وقدمها، يقول فيها:
سكرنا زماناً بخمر التصابي/ وبعد التصابي كسرنا الكؤوس
فنظرةُ عين المها إن تواف/فؤاداً سليماً يلاق النكوسا
وتناول في باقي الديوان الغزل وحب الوطن وقصائد وجدانية، وباح الخضر بهموم الشاعر ومعاناته، وخيانة الأصدقاء وغدر الأحبة، وتيمنا بقول الشاعر الراحل له “مظفر النواب” إنه على الشاعر أن يكتب بجميع أنواع الشعر، حاول طرق أغلب أبواب الشعر، من قصائد الغزل التي تطرق لها الخضر في ديوانه “لقاء الحبيبة” يقول:
يممتً شطرك مفتوناً برياك/وتهت أبحث فيض لمغناك.
ياربة الصوت والحسن الذي كملت / فيه المحبة من ترتيل نجواك.
عند متابعة مسيرة “الخضر” نرى أنه كتب بالشعر المحكي والميجانا والمواويل وأبو الزلف وكتب القصيد الطويل.
يقول الخضر: أنا لم أكتب قصيدة النثر وإنما كتبت مقطوعات نثرية بطريقة الومضة والخاطرة و حفظتهم بمجموعتين لم ينشرا بعد،
وكتبت الموشح الذي يعتبر من أرقى أنواع الشعر العربي ويكتب على أكثر من بحر .
أما في ديوانه الثاني “على قيثارة البوح” فعالج فيه نفس القضايا السابقة، فكان فيها بوح عذب وشعر تفعيلة ومقفى وعامودي على أكثر من بحر.
حضرت المرأة في دواوينه بأسلوبه الخاص فكانت الشجرة والطبيعة والأرض والثمر، فألبس الطبيعة ثوب المرأة وغازلها .
ومن معارضته لقصيدة “حبيبتي ودمشق” للشاعر نزار قباني يقول الخضر:
كالياسمين بأرض الشام أحسبها/ تفوح طيبا ومنها الصوت صداح
اما الحنين بها باق كقلعتها/ يعطي الدروس لمن يغزون ذباح.
يقول الخضر: حصلت على المركز الثاني في مسابقة المؤتمر الدولي “القدس لنا’ التي أعلنتها مجموعة “مدى” من مركزها في “إيران” من خلال مسابقة شعرية على مستوى الوطن العربي حصلنا من سورية على ثماني جوائز ، وكرمتني السفارة الإيرانية على قصيدة بعنوان “حنين القدس” التي استحضرت فيها التاريخ وشواهد من القرأن، قلت فيها :
هي كعبة أولى ونشهد ربنا/ الحج دون منارها لا يُرصدُ
سنعودُ يا قدسُ الطهارة، عزمُنا/باق يشافه ما منارُك يُرشدُ.
تطرق الديوان لقضايا اجتماعية بعنوان: بعاد وهجر، حنين الياسمين، صهيل اللقاء..
ومن عناوين الموشحات “دم الشهيد”. قال فيه:
شهداؤنا نور ونار /وهم الكرامة للديار/ بالعزم قد كان القرار/ سحقاً لأبناء الغراب.
وقد رد الشاعر على من ينهيه عن كتابة الشعر والانصراف إلى السعي لكسب الرزق بقصيدة بعنوان ” في حضرة الشعر”:
الشعر با أيها الشاكي مشافهة/من القلوب التي ما مسها العكر
بالشعر نرقى متون الغيم تحملنا/تلك القوافي إلى علياء من غبروا.
اخيراً: نجد أن الشاعر متمكن من أدواته، سواء من حيث اللغة أم البحور ويمتلك خيالاً خصباً يحمله كما يقول فوق الغيم، ونلمس تنوعاً فريداً في مجموعاته الشعرية.