تزدحم دفاتر “الإنجازات” على بوابة الخروج من عام ودخول في فضاء آخر جديد.
فوزارات ومؤسسات الدولة مشغولة هذه الأيام بتدبيج تقارير جردات الحساب، لتوزعها في كل الاتجاهات…بعضهم لديه بالفعل حصاد أفعال ليوثقه ويتحدث عنه، وله الحق حتى بالمفاخرة إن رغب، لكن هؤلاء قلّة.. وآخرون لم يسمع أحد عن حراكهم على الأرض، إلا أنهم صدموا الجميع بتقارير تتبع أعمالهم في عام مضى..وأية أعمال وإنجازات..؟ ومن أي نبع مفردات غزير تدبروا أمرهم وأعدوا تقاريرهم ؟
كم سنكون شغوفين فعلاً باستعراض وعرض تقارير من اشتغل وأنجز، لكن أي إحراج ذلك الذي سيعترينا ونحن نُصفع بطلبات نشر مزدحمة تعود لمن اعتادوا الصيام عن الكلام طيلة العام ولا ينطقوا إلا مرة ودفعة واحدة في نهايته ؟
لابأس بأن يدفع الجميع بما أعدوا من تقارير سنوية، لكن يجب أن تكون جميع التقارير عرضة للتحليل والقراءة الصحيحة الحيادية من فريق ” محكمين” وليكن فريق خبراء من الجامعات أو مراكز أبحاث.
وسنكتشف أن كثيرا من التفاصيل التي تنطوي عليها تقارير بعض المؤسسات، ليست دقيقة..أي “إنجازاتها” مدورة من أعوام سابقة ومكررة من عام سابق، والأرباح أيضاً مدورة من وفورات ضعف تنفيذ الخطط الاستثمارية، وسلسلة فبركات بالفعل تحتاج إلى فريق حكماء محلفين لفكفكة ألغازها.
ومن المهم أن يجري إعلان النتائج على الملأ، و يجب أن يلي ذلك مساءلة معدي التقارير، لأننا مللنا التضليل ويكفينا ما تعرضنا له من فبركات تجتاحنا وتمطرنا من خارج الحدود.
نهى علي