الثورة – دمشق – ميساء الجردي:
لا تزال صعوبات التعلم مشكلة قائمة لدى الكثير من الطلبة، وبنفس الوقت هناك الكثير من الأخطاء في تشخيص أسباب هذه الصعوبات أو عدم معرفتها من قبل الأهل والمدرسين والتربويين.
وعليه فإن الكشف عن السبب والنتيجة في العلاقة بين صعوبات التعلم العامة أو النوعية أو الاضطرابات المعرفية والأكاديمية والانفعالية يسهم بشكل فعال في تهيئة البرامج العلاجية، هذا ما أكده الاختصاصي في تقويم الكلام واللغة وأستاذ في كلية التربية بدمشق الدكتور ماهر محمود آغا في حديثه لـ “الثورة”، مبيناً أهم الجوانب المتعلقة بصعوبات التعلم النمائية (الانتباه والإدراك والذاكرة وصعوبة التفكير وصعوبات اللغة الشفهية) وتعريفها وأسبابها والتدريبات اللازمة لحلها، وكذلك صعوبات التعلم الأكاديمية المتعلقة بالكتابة والقراءة والحساب وتعريفها وأسبابها والتدريبات المقدمة لها.. جاء ذلك خلال الدورة التدريبية التي أقامتها الجمعية السورية للعلوم النفسية والتربوية تحت عنوان “صعوبات التعلم التقييم والتشخيص”.
وأوضح الدكتور آغا الفرق بين صعوبات التعلم والتأخر الدراسي وبطء التعلم للوصول إلى تشخيص دقيق للحالات المتعلقة بهذا الأمر، وخاصة أن هناك الكثير من الطلبة أو الأطفال يعانون من مشكلات بسيطة ويمكن حلها، ولكن عدم الانتباه لوجودها أو تشخيصها بشكل خاطئ أو إهمالها يؤدي إلى مشكلات كبيرة لدى الطالب، وقد تصل به إلى طريق مسدود.
وعرض بعض صعوبات التعلم المتعلقة بمشكلات الحركة الزائدة لدى الطفل ومشكلات فرط الحركة ونقص الانتباه فهل الطفل يستطيع أن يتذكر بشكل صحيح المعلومات التي حصل عليها، وكذلك المدخلات المتعلقة بنمو الطفل المجتمعية والأخلاقية والسمعية، مبيناً أثر الفاقد التعليمي على الكثير من الطلبة وخاصة مرحلة التعليم الأساسي ما أثر بشكل كبير على تأسيسهم في المراحل الأولى من التعلم وهذا بحد ذاته يتطلب التشخيص الصحيح لكل حالة بهدف التفريق من قبل الممارسين للمهنة أو المدرس بين مشكلات الفاقد التعليمي والمشكلات المتعلقة بالسمع أو غيرها من المؤثرات.
المدير التنفيذي للجمعية السورية للعلوم النفسية والتربوية حسان زكي بين أهمية هذه الدورات بالنسبة للطلبة الجامعيين وخاصة في كلية التربية وفي موضوع الإرشاد النفسي ولدى المدرسين والمربين والعاملين في مراكز التأهيل، لافتاً إلى أن ممارسة المهنة تتطلب المعرفة الصحيحة والتشخيص الدقيق لصعوبات التعلم، ولهذا فإن الدورات التي تقيمها الجمعية تركز على الجوانب التدريبية النوعية وتقديمها ضمن عدة مستويات، ويتطلب المستوى الأولى 4 أيام بمعدل 20 ساعة تدريبية للفئة المستهدفة.
وأشار إلى أن الجمعية منذ تأسيسها عام 1996 وهي تهتم بالنشاطات المتعلقة برفع كفاءات العاملين بالمجالات العلمية والنفسية والتواصل مع الجهات العامة والجمعيات ذات المنحى المشابه.