الثورة – رشا سلوم:
لا يكاد متابع للحركة الأدبية في الوطن العربي والباحث عن سير وتراجم المبدعين والمبدعات إلا ويعود إلى ما وضعه الباحث عيسى فتوح حول ذلك.
وكان منذ أيام قد تحدث بإشارات سريعة حول رحلة العمر التي دخلت عامها الثامن والثمانين أمد الله بعمره وأعطاه الصحة والعافية، وبهذه المناسبة كانت هذه الإضاءة التحية له.
بطاقة
(كاتب وأديب ومترجم سوري، مارس الصحافة الأدبية في العديد من الصحف والمجلات السورية والعربية، وكتب مئات الدراسات الأدبية والنقدية، عمل رئيساً لتحرير مجلة صوت المعلمين، ثم أميناً لتحرير مجلة بناة الأجيال في نقابة المعلمين، نال وسام الشاعر نيكولاي فابتزاروف، من بلغاريا، ووسام الصداقة بين الشعوب من ألمانيا.
الحياة المُبكرة
ولد عيسى جرجس فتوح في 3 حزيران في بقرعونة، وهي قرية صغيرة من ناحية مشتي الحلو- منطقة صافيتا- وكان أبوه يعمل بناءً، وكذلك جده مخيائيل، ومنذ وقت مبكر، دخل مدرسة كفرون سعادة الابتدائية الخاصة التي كان يديرها الأب بولس سعادة، وتلقى فيها مبادئ القراءة والكتابة واللغتين السريانية والفرنسية، ثم غادرها ونال فيها شهادة الابتدائية عام 1946م، انتسب إلى ثانوية ابن خلدون الخاصة في مشتى الحلو، وبعد سنتين انتقل إلى ثانوية حزور فأمضى فيها ثلاث سنوات، حصل خلالها على الشهادة الإعدادية عام 1953م.
وفي عام 1954م غادر عيسى جرجس فتوح مسقط رأسه نهائياً إلى دمشق، فدرس في التجهيزية الأرثوذكسية الصفين الثاني الثانوي والثالث الثانوي، وفي تلك الفترة بدأت مواهبه الأدبية تتفتح وتبرز، وكان الشاعر أحمد الجندي أول من شجعه على الكتابة والنشر، وقد كان وقتها يُشرف على القسم الأدبي في جريدة اسمها الاتحاد، ثم التحق عيسى بكلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، درس خلالها أربع سنوات وحصل بعدها على شهادة الإجازة في الآداب عام 1960م، ومن بعدها التحق بكلية التربية سنة واحدة حصل بعدها على الدبلوم العام في التربية عام 1961م.
بدأ وهو طالب يكتب في الصفحات الجامعية التي كانت تصدرها جريدتا الجمهور وصوت العمال، وراح ينشر في جرائد: الأيام والنضال والقبس والشرق والنصر والأخبار والمختار والنقاد ومجلة الدنيا قصائد ومقطوعات ومقالات أدبية ويراسل الصحف والمجلات خارج سورية، ويُحاضر في النوادي والمراكز الثقافية، وغدا أديباً معرفاً في الأوساط الأدبية، ومن ثم انصرف إلى الترجمة، ونقل مئات القصص والقصائد والمقالات عن اللغة الإنجليزية، ونشرها في الصحف المحلية مثل الثورة والبعث وتشرين والثقافة الأسبوعية، ومجلات مثل جيش الشعب والفرسان وأسامة والشرطة وهنا دمشق والحرفيون، بعد تخرجه عين مدرساً للغة العربية وآدابها في مدينة إدلب، ثم انتقل بعدها إلى مدينة أريحا، وأعيد للتدريس في بانياس واللاذقية، ثم انتدب للعمل في مجلة المعلم العربي بوزارة التربية.
مؤلفاته
ستة كتب مترجمة للأطفال، عندما جاءت عصافير الدوري للشاعرة البلغارية ليدا ميليفا 1975م، مدرسة اللقلق لعدد من المؤلفين في روسيا 1976م، الفأس الذهبية لعدد من المؤلفين 1977م، دنيا الحكايات للكاتب البلغاري أنجل كاراليتشف 1978م، النمس الوفي مجموعة من الحكايات الهندية 1979م، قوس قوزح للشاعر الروسي صموئل وارشاك- دار التقدم –موسكو.
دراسات
أديب إسحاق باعث النهضة القومية 1976م، صور من النضال الوطني في سورية، أو مذكرات المجاهد سعيد إسحاق 1978، موسوعة أديبات عربيات بأجزائها المتعددة، تحية إلى الأديب والباحث عيسى فتوح صاحب الريادة في توثيق تراجم الأديبات العربيات.