الثورة – آنا عزيز الخضر :
أديبة تتميز بتنوع كتاباتها بين المسرحيات الموجهة للأطفال، والرواية، والشعر.
ورغم هذا التنوع، فإن القاسم المشترك في أعمالها هو التركيز على هموم المجتمع وسلبياته، بالإضافة إلى الإشكالات التي تعيق تقدمه وتجره إلى الوراء، تاركة وراءها ندبات عميقة.
الكاتبة فاتن ديركي ترى أن الأدب يجب أن يكشف هذه السلبيات، وتهتم دائماً بقضايا المرأة، مركّزةً على مشكلاتها الإنسانية، الاجتماعية، والنفسية.
وهذه القضايا كانت محور روايتها الأخيرة “كوشي”.
تحدثت الكاتبة فاتن ديركي عن روايتها لصحيفة الثورة قائلة: “رواية كوشي هي رحلة نحو الغيبيات وما وراء الطبيعة، تركز على فكرة السعادة التي تشغل كل إنسان.
السعادة يمكن أن تتحقق عبر أمور بسيطة، مثل مشاركة هذه السعادة مع الآخرين ومساعدتهم.
الرواية دعوة للإنسان للتركيز على ما يملكه، والشعور بقيمة النعم الثمينة مثل الصحة وراحة البال.
ورغم المستوى المادي الجيد الذي تعيش فيه بطلة الرواية كوشي، وهي التي تحمل اسماً يعني “سعادة” باللغة الهندية، وهو الاسم الذي اختارته لها جدتها لأمها، المنحدرة من أصول هندية، لتتمنى لها أن تكون إنسانة سعيدة، إلا أن كوشي فاقدة لمعنى السعادة بسبب مرضها وعجزها عن الإنجاب، خلال سفرها مع صديقتها مايا إلى الهند، تزور كوشي مدينة التوائم “كويدنهي” حيث تتعرف على عائلة هندية، وتكتشف لغزاً يطاردها منذ أن اشترت شعراً مستعاراً وضعته على رأسها لتغطية الفراغات التي أحدثها العلاج الكيميائي بسبب مرض السرطان الذي تعاني منه.
وبعد اكتشافها لهذا اللغز، تقدم كوشي المساعدة لروح كاجول التي قُتلت على يد زوج أختها.
تكشف جريمته وتحقق للروح المقتولة الراحة والسكينة، وبذلك تعود كوشي إلى زوجها في سوريا، بعد أن اكتشفت المعنى الحقيقي للسعادة، وحصلت على السلام النفسي الذي كانت تفتقده في حياتها.
وبسؤالنا عن فكرة الرواية وخصوصيتها عبر أسلوب الكاتبة الخاص، وهل التزمت لغة مميزة تعكس روح الرواية؟ تقول الكاتبة: “اسلوبي في الرواية يعتمد على السرد بضمير المتكلم، حيث تمثل البطلة كوشي الصوت الرئيسي.
وقد تنوّعت عناصر السرد بين المونولوج الداخلي والحوار، إضافة إلى السرد المتتابع للأحداث، مما أسهم في تصوير الشخصيات وتطوير الحبكة، وصولاً إلى عقدة الرواية ونهايتها.
كيف تقيّمين حالة الأدب في سوريا حالياً؟ وهل الأدب قادر على القيام بدوره؟.
تعتبر الكاتبة ديركي أن الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني وأحد دعائم البناء الاجتماعي، فهو وسيلة لتثبيت القيم وتشكيل الرؤى والتعبير عن هموم الإنسان.
الأديب يكتب لمجتمعه، وليس لنفسه، ويستخدم الأدب سلاحاً لمكافحة السلبيات والأخطاء في المجتمع.
تتجلى أهمية الأدب في الثقافة والمجتمع من خلال قدرته على توجيه الأفكار وتشكيل الوجدان، وتعزيز الوعي والتفاهم بين أفراد المجتمع.
وتختم ديركي بالقول: لا أُخفي أنني أسعى دائماً للغوص في أعماق شخصيّات رواياتي، والتعبير عن همومها وضرورة فهمها. في كوشي، تعمّقت في شخصية المرأة، التي تسعى للعثور على مساحة من الأمان في حياتها، تحميها من تقلبات الحياة وتمنحها القوة لمواجهة صعوباتها في مجتمع قد يتربص بكل خطوة تخطوها، هذه محاولات للتحذير من صعوبة واقع المرأة، وللتأكيد على ضرورة أن يستمر الأدب في القيام بدوره في نهوض المجتمع.