لم يكن العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن السعيد مفأجاة بل هو متوقع من قبل هذه الدول الإرهابية المارقة على الشرعية الدولية خاصة بعد ان آلمت اليمن اسرائيل وتحدتها عبر قيامها باستهداف سفنها في البحر الأحمر كرد على ما تقوم به اسرائيل من حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
الغارات الجوية الأمريكية و البريطانية على مدن يمنية و استهدافها البنى التحتية بوابة حقيقية لتهديد الأمن والسلم و الاستقرار في منطقة البحر الأحمر و الملاحة فيه.
امريكا وبريطانيا ارتبط اسمهما عبر التاريخ بخلق الكيان الاسرائيلي وتقديم كافة انواع الدعم له ليكون أداة ملوثة للمنطقة العربية ونقطة انطلاق لتحقيق الأهداف الإمبريالية الإستعمارية و سرقة مقدرات و ثروات هذه المنطقة من مصادر الطاقة.. والعالم شاهد زور على ممارسات هذه الدول ومساندة لها من خلال صمتها المريب و قلب الحقائق و دعم الباطل على حساب الحق الواضح.
عدوان امريكا و بريطانيا على اليمن هو محاولة يائسة لحرف أنظار العالم “الأعمى أصلاً و الرأي العام العالمي المسيس عبر قنوات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي و منظماته المرتبطة بالإرهاب الدولي العابر للقارات عما ترتكبه اسرائيل من جرائم ضد الشعب الفلسطيني و دليل واضح على أن أمريكا و بريطانيا شريكتان في العدوان الاسرائيلي.
المسؤولون الأمريكيون نصبوا أنفسهم عبر التاريخ محامين عن سلطات الكيان الصهيوني عبر استخفافهم بالقانون الدولي الذي يرعى المجازر الوحشية وجرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل وحمايتها من المساءلة و العقاب.
هي امريكا نفسها التي مارست كافة انواع الموبقات الإرهابية بحق الدولة السورية من خلال دعمها و تمويلها للإرهاب و استهدافها بالصواريخ العابرة للقارات فقط لأنها حاملة لواء المقاومة وداعم رئيسي للقضايا القومية التي تنتهكها اسرائيل.
الفاضح بالأمر ليس الاعتداء الأمريكي والبريطاني على اليمن و قبلها سورية.. بل بالصمت العربي الذي اعطى الضوء الأخضر لهذه الدول لممارسة موبقاتها وهي تستمتع بالفرجة التي جلبت لها العار الذي سيلاحقها.
لم تخجل الكثير من الدول من موقف جنوب افريقيا التي تحدت أمريكا وطالبت بمحاكمة اسرائيل لارتكابها مجازر إبادة جماعية بحق شعب بأكمله ولم يرف جفن للمنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي و الأمم المتحدة التي انحصر دورها في حماية اسرائيل ..
كيف سيكون العكس و هذه المنظمات ذات منشأ أمريكي بريطاني حلت مكان عصبة الأمم بعد انتصار هذه الدول في الحرب العالمية الثانية.
إذن هي ثقافة القوة وشريعة الغاب فمن يملك القوة يسيطر على العالم ويمارس ما يريد وبالطريقة التي تناسبه أما الكثير من الدول ومنها العربية فعاجزة حتى عن مجرد الإدانة.. والتي يمكن وصفها بالضعف المميت والمتلازم.