الثورة – رفاه الدروبي:
كرَّمت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح الفنانة نادين خوري بجائزة الدولة التقديريَّة لتألُّقها في أعمال دراميَّة وسينمائيَّة مُتعدِّدة ومُتنوِّعة، كما امتازت بأدوار رئيسية وثانويَّة في أعمالها، وعُرفت في الحالتين بصدق أدائها وحبِّ الشخصية المؤدَّاة من قبلها مهما اختلف الآخرون معها فكرياً وثقافياً.
كلمات انتقاها الدكتور راتب سكر عنها في اللقاء الأول للنادي الأدبي الثقافي عنوانه “أمنيات عام جديد في الأدب والفن والثقافة” أثناء استضافته الممثِّلة نادين خوري في لقاءٍ مُطوَّل.
الفنانة خوري تحدَّثت بداية اللقاء عن المشهد الثقافي ودوره في وجود عقول نيِّرة؛ كما تطرَّقت للمشكلات المواجهة للفرد والذهنيَّة والنفسيَّة، ولابدَّ أن يكون الفرد حاضراً بوجود عقول مُفكِّرين حتى يكون هناك نشأة أو نهضة جديدة نوعاً ما أو تدريب جديد للآخر كي نستثمر الحياة والأجيال المتعاقبة مُتعافين من كلِّ الصدمات.
وشدَّدت على عدم تراجع الدراما السورية لكنَّ الأعمال المقدَّمة كانت قليلة تُحاكي وجدان المشاهد وهمومه دون تسطُّحها رغم أنَّ سورية دائماً تنبض بالأفكار وتتناول البيئة والإنسان وعالم المرأة، كلّها أمور تميَّزت بها؛ فعندما كان بلدنا في حالة حرب أنجز أعمالاً دراميَّةً، واعتبرتها نقطة تُحسب لها لعدم اختفائها ويمكن الافتخار بها؛ لكن الحرب وذيولها فرضت على المنتجين شروطاً مُعيَّنةً من ناحية التسويق كون الأفكار موجودة وتُسلط الضوء على قضايا مُهمَّة تمسُّ حياة الأفراد والمجتمع، وهناك أعمال ذات مستوى عالٍ، إذ وصل عدد الأعمال في عام ٢٠١٠ إلى ٤٥ عملاً يُعرض على شاشات التلفزة العربية؛ بينما انخفضت خلال الأزمة السورية المنعكسة على المجالات والاختصاصات كافَّةً، ما أدَّى إلى تقديم أعمال قليلة.
كما لفتت الفنانة نادين إلى وجود كتَّاب لديهم زوايا خفيَّة على المجتمع المحلي جميلة لابدَّ من معرفتها، وإلقاء الضوء عليها، وتقديمها لإيجاد الحلِّ، مُحذِّرةً من دور وسائل التواصل الاجتماعي لتركها آثاراً سلبيَّة على الأطفال فتخريب العقول والأسر وتفكيكها، لذا غابت كلمات الترحيب الصباحيَّة والمسائيَّة، ووفَّرت الشابكة لنا المعلومات دون عناء، وصار الطفل لا يقبل ما قُدِّم له سابقاً في تسعينيات القرن الماضي كمسلسل “كان ياما كان” الشيِّق.
أمَّا عن أعمالها المقدَّمة عن الأزمة السورية فاستشهدت بفيلم “أمينة” و”لأنَّها بلادي” للمخرج نجدت أنزور، تناول وقائع حدثت أثناء الحرب بتاريخها، وأسماء الشخصيات، وكيفيَّة تنفيذها؛ لكن الكتابة عن الأحداث لا يمكن تناولها إلا عبر أجيال وأجيال، وأيّ مسلسل مهما كان المخرج بارعاً والممثل مبدعاً لا يعكس الواقع ولا يمكن إقناع المشاهد بالعمل الدرامي، مُبيِّنةً بأنَّ بوَّابتها الأساسيَّة في الفن تعود لمؤسسة السينما، ولها دور كبير في حياتها الفنِّيَّة، إذ علَّمتها كثيراً فمشوار الفن صعب ووضعتها على بداية سكة العبور كونها لم تدرس التمثيل بل تعلَّمت على أيدي أساتذة كبار قدَّموا النصائح لها والالتزام والصدق وأثاروا فيها حبَّ الشخصيَّة والنصَّ والمكان وعشق الجدران ومَنْ يسير على دربهم قلائل، مُشيرةً بأنَّها بدأت بفيلم “حبيبي يا حبّ التوت” وأتبعتها بثلاثة أفلام، وحاولت مع كلِّ شخصية أن تكون صادقةً، رقيقةً معها، تتعرَّف على خباياها وتلمس الخطوط الأساسية أثناء قراءة النص.
وأوضحت أنَّ الإصغاء أمرٌ مهمٌّ كان المعلم الأساس لها، كما علَّمها الفشل وقساوته كيفيَّة صقل التجارب والاستفادة منه، مُعتبرةً أنَّ الأعمال العربية المشتركة المقدَّمة في التسعينيات أعطت تلاقح أفكار من تجاربهم وأغنت الدراما؛ بينما تختلف الأعمال العربيَّة عن المُعرَّبة منها، مُبيِّنةً أنَّ الدراما السوريَّة ستقدِّم في المرحلة القادمة أعمالاً متطوِّرة بمشاركة كوادر من الفئات الشَّابَّة لديها رؤى جديدة مختلفة ترفدها بدماء جديدة تتناول قضايا شائكة وفق طريقة إخراجيَّة مختلفة.
وعن مشاركاتها في الكوميديا أوضحت أنَّ المشاركة فيها لا تحتمل المجاملة والحلَّ الوسط؛ بل تعتمد على الموقف وليس على حركات المُمثِّل “التهريجيَّة”، وأغلب الأعمال لا تعتمد على الفرديَّة؛ بل في مجملها عمل جماعي مُؤلَّف من ممثلين وديكور ومكياج ومدير إضاءة، مُؤكِّدةً أنَّ مسلسل “العربجي” سيشهد الجمهور فيه أحداثاً مفاجئةً ومُشوّقةً يعرضها الجزء الثاني تكون أشدَّ حبكة من الجزء الأول.