الثورة – تحقيق جهاد الزعبي:
تعاني كليات وأقسام فرع جامعة دمشق في درعا من مشكلة ضيق المكان، وعدم كفاية القاعات للطلاب، والبالغ عددهم نحو 14 ألف طالب وطالبة، يدرسون في ست كليات وأقسام.. وجميعها بحاجة لبعض مستلزمات العمل، وخاصة المخابر العلمية، والكوادر التدريسية والإدارية، يضاف إليها مشكلة تقنين التيار الكهربائي وعدم وجود السكن الطلابي.
أماكن غير مناسبة
من خلال متابعة صحيفة الثورة للموضوع تحدّث بعض الطلاب عن ضيق القاعات وعدم كفايتها لأعدادهم، وكذلك يعتبر تداخل مواعيد المحاضرات من المنغصات الرئيسية للعملية التعليمية، مؤكدين أنهم يضطرون للتأخر حتى ساعات المساء كي يتسنى لهم حضور المحاضرات وأغلبهم من أبناء الريف، وبالتالي يجدون صعوبة كبيرة في العودة لمنازلهم بسبب عدم توفر المواصلات بعد الظهيرة.
وحول موضوع برنامج الامتحانات، أكد طلاب من كليات الحقوق والآداب والاقتصاد أن المدة الزمنية بين المواد قليلة ولا تسمح لهم بالتحضير المناسب للمواد، وسبب ذلك ضيق المكان، وقلة عدد القاعات، مطالبين بإيجاد أبنية أخرى مناسبة للكليات من حيث المساحة والخدمات.
آفاق وحلول
رئيس فرع الجامعة الدكتور شوقي الراشد، أكد أن هناك ضعفاً بالإمكانيات، من حيث أعداد المدرسين والعاملين، وضيق المباني، وعدم مناسبتها وكفايتها للطلاب، لافتاً إلى أنه مع ذلك واظبنا على حسن سير العملية التعليمية رغم كل العقبات التي كان يضعها النظام المخلوع أمام النهوض بالواقع التعليمي بالمحافظة.
وحول الحلول المأمولة لهذا الواقع، بين أن فرع الجامعة، بعد التحرير، يسعى بالتعاون مع الجهات المعنية بالمحافظة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل النهوض بالعملية التعليمية وتهيئة الظروف الملائمة لها من كل الجوانب، والتي ستنعكس إيجاباً على تحقيق جودة في العملية التدريسية والبحثية.
وبين الدكتور الراشد أنه يتم تقديم مجموعة من الحلول الإسعافية من قبل الجهات المعنية والتي من شأنها أن تساعد في نهضة العملية التعليمية في الكليات، ونذكر منها مقترح تخصيص بناء فرع “الحزب” سابقاً لمصلحة الجامعة، كونه مناسباً جداً كبناء جامعة، ويتضمن مدرجاً كبيراً، والكثير من الغرف والقاعات التي يمكن الاستفادة منها ككلية جديدة، وكذلك بناء “فرع أمن الدولة” سابقاً، فهو واسع ويمكن استثماره، وكذلك نقترح بناء سكن جامعي للطلاب وأعضاء الهيئة التعليمية الذين هم من محافظات أخرى، وكذلك يمكن تأهيل واستثمار بناء نادي الضباط سابقاً ليكون كلية، علماً أن هذه الاقتراحات جاءت لعدم إمكانية بناء كليات وجامعة في الأراضي المخصصة سابقاً للجامعة في المزيريب والشيخ مسكين بالوقت الحالي.
تقنين كهربائي ونقص كوادر
وأوضح الراشد أن موضوع إخضاع مباني الجامعة للتقنين الكهربائي كان له دور سلبي في العملية التعليمية وتشغيل المخابر العلمية وإنارة القاعات وطباعة الأوراق الامتحانية والمعاملات الإدارية، ولهذا نقترح أن يتم تزويد كل بناء من الأبنية الثلاثة المستثمرة بخطي كهرباء من خليتين للتخفيف من وقت الانقطاع الطويل وفق برنامج التقنين المعمول به، ويتم الحصول على التيار في فترتين مختلفتين من التقنين، وهذا ممكن لكون كل بناء قريب من حيين متجاورين، فمثلاً بناء البانوراما موجود في حي القصور، وقريب من حي الكاشف.
وحول نقص الكوادر التدريسية والإدارية أكد الراشد أن هناك نقصاً في عدد أعضاء الهيئة التدريسية، وقال: اقترحنا سابقاً إجراء مسابقة لتعيين أعضاء هيئة تدريسية خاصة بالفرع، إلى جانب مسابقة تعيين موظفين من الفئة الأولى لقلة عددهم والحاجة الماسة لهم، ونحن نقدر الظروف الراهنة، ونعلم أن الإمكانيات المتوافرة محدودة، ونقدر أن الوضع العام بحاجة إلى وقت حتى يتحسن وتنطلق عملية الإعمار في كامل البلاد، لذلك نعمل ضمن الإمكانات المتوافرة، ونسعى جاهدين لتحسين ما أمكن من ظروف العملية التعليمية في كلياتنا.
ولا نريد أن نشكل عبئاً إضافياً على المعنيين في المحافظة والجامعة وفي البلاد عامةً، لكن من واجبنا أن نقدم المقترحات ونتواصل مع جميع المعنيين بهذا الخصوص من أجل التوسع أفقياً عبر افتتاح كليات جديدة، وعمودياً من خلال افتتاح أقسام واختصاصات جديدة في الكليات الموجودة، وذلك بالتعاون مع المعنيين بالوزارة والمحافظة والجامعة، بالإضافة إلى المجتمع الأهلي ورجال الأعمال من أبناء المحافظة الذين نأمل منهم أن يكون لهم الدور الفعال في تحسين واقع التعليم العالي بالمحافظة.