الثورة – فؤاد مسعد:
قدّم المؤلف الموسيقي إياد جناوي عملاً موسيقياً جديداً على آلة البيانو بعنوان “رحلة في الذاكرة”، من تأليف وعزفه المنفرد، حمل في نغماته عذوبة الموسيقا وألقها، ممتلكاً قدرة الإبحار في عوالم مُشبعة بالحلم والدفء والذكريات.
حول مقطوعته الأحدث، أكد لصحيفة الثورة أنها تُبرز ما للبيانو من مقدرة على التفرد، وعن هذه المقدرات يقول: “يمكن لآلة البيانو أن يٌكتب ويؤَلف لها ويُعزف عليها، لأن لها مساحة صوتية كبيرة، وتؤدي دور اللحن والهارموني بمقدرات تكنيكية عالية، حتى أنه يُقال عنها /أمّ الالآت/، فيمكن أن يتفرد المؤلف- إن كتب لهذه الآلة بالذات من دون مرافقة لأي آلات أخرى، ويعبّر عن نفسه بشكل كبير، على العكس من آلات كثيرة يصعب أن تتفرد لوحدها في التأليف، لأنها بحاجة إلى مرافقة آلات أخرى معها، مع الإشارة إلى أن هناك آلات يمكن أن تتفرد إضافة إلى البيانو، ولكنه يتفرد في قدرته التعبيرية الكبيرة”.
وفيما يتعلق بما تحمله مقطوعة “رحلة في الذاكرة” من خصوصية، يقول: “المقطوعة على مقام النهاوند، وعندما قمت بتأليفها شعرت أنها تشبه الكثير من الذكريات، هي ذكريات جميلة عند كل إنسان، تبدأ بموسيقا هادئة وتتصاعد بالمشاعر، كما تتصاعد الذكريات ويعود الماضي إلى الوراء، وأرى أن الموسيقا غير المرتبطة بالكلمة تكون موسيقا مجردة، يمكن لمن يسمعها أن يتخيل الصورة التي تخطر له، وبالتالي عنوان المقطوعة غير مُلزم للمستمع ، ولكن شعرت أنها تشبه الذكريات”.
ويشير إلى أن مثل هذه المقطوعات تشبه الفن التجريدي في الرسم الذي يمكن أن يُستَشف منه المتلقي الشكل الذي يريد، وكذلك الأمر عندما يستمع إلى الموسيقا، فمجالها مفتوح ويمكن لأي إنسان أن يسرح بها إلى المدى الأبعد، ولكنه وضع عنوان المقطوعة كما تخيلها، فهي تبدأ بشكل هادئ وتتصاعد لذروة الصخب في اللحن ثم تعود وتنتهي بالهدوء نفسه الذي بدأت فيه.