الثورة – نيفين أحمد:
لم تتوقف محاولات بعض المنصات الإعلامية المشبوهة عن بث الأخبار الكاذبة والفبركات التي تستهدف مؤسسات الدولة السورية وفي مقدمتها الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية، وذلك في إطار حملة متواصلة تسعى إلى تشويه الحقائق ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار الداخلي خدمةً لأجندات خارجية.
آخر هذه المحاولات تجلّى في ما نشره ما يسمى بـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان” بتاريخ 31 آب/أغسطس 2025 إذ روّج لرواية زعم فيها أن أحد عناصر الأمن العام أقدم على قتل شاب يُدعى بشار ميهوب والتنكيل بجثته. غير أن هذه الادعاءات سرعان ما تهاوت بعد أن قام المرصد نفسه بحذف جميع منشوراته المرتبطة بالقضية، بل وعدّل الخبر في موقعه الالكتروني وحذف الفقرة المتعلقة بهذه المزاعم من دون أي تفسير. هذا السلوك يعكس تخبط الجهة التي اعتادت منذ سنوات على بث أخبار تفتقر إلى أبسط معايير المصداقية والموضوعية.
في المقابل كانت وزارة الداخلية السورية قد نشرت صورا لخلية إرهابية تم إلقاء القبض على أفرادها موضحة أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف ارتباطاتها وخططها. وقالت مصادر إعلامية إن بشار ميهوب الذي ذكر المرصد مقتله وقطع رأسه كان من بين عناصر الخلية التي أعلنت وزارة الداخلية القبض عليها، الأمر الذي يبرز حجم التسرع والتضليل الذي مارسه “المرصد” في نشره تلك الرواية.
هذه الحادثة ليست استثناء بل تأتي في سياق متصل من الفبركات الإعلامية التي تستهدف صورة الدولة السورية أمام الرأي العام المحلي والدولي. فمنذ بداية الحرب الإرهابية المفروضة على سوريا ظهرت عشرات المنصات الممولة من الخارج، التي جعلت من بث الشائعات وتضخيم الأحداث أداة أساسية في محاولات إضعاف الدولة ومؤسساتها. وغالبا ما تتقاطع هذه الحملات مع أجندات سياسية تسعى للنيل من الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية لما تمثله من عمود أساسي في الحفاظ على سيادة البلاد و وحدة أراضيها.
وتشير أوساط إعلامية إلى أن الهدف من هذه الحملات ليس مجرد نشر أخبار كاذبة، بل خلق حالة من التشويش والفتنة بين المواطنين وإثارة الشكوك حول المؤسسات الوطنية بما يخدم مشاريع التقسيم والتفتيت التي لم تتوقف منذ أكثر من عقد. فالرهان على بث الأكاذيب ومحاولة تزييف الوعي هو أحد أبرز أسلحة الحرب الناعمة التي تُشن على سوريا، بعد أن فشلت محاولات كثيرة في زعزعة الأمن .
وفي ضوء هذه التطورات تؤكد الجهات الرسمية السورية باستمرار على أهمية التحقق من المعلومات عبر المصادر الوطنية الموثوقة وعدم الانجرار وراء روايات مغرضة تبثها منصات مرتبطة بجهات معروفة العداء لسوريا. كما تدعو وسائل الإعلام المحلية إلى تعزيز دورها التوعوي في مواجهة هذه الحملات، والرد عليها بالحجة والوثائق، بما يقطع الطريق على كل محاولة لزرع الفوضى أو النيل من استقرار البلاد.
إن حادثة “رواية ميهوب” التي تراجع عنها “المرصد السوري” ليست مجرد خطأ مهنياً عابراً بل حلقة من سلسلة طويلة تستهدف الدولة السورية ومؤسساتها. لكن الواقع أثبت، مرة تلو الأخرى، أن وعي السوريين إلى جانب صلابة مؤسساتهم كفيل بإسقاط مثل هذه الأكاذيب وفضح الجهات التي تقف وراءها.