الثورة – سمير المصري:
بدأت الأسر السورية، ذات الدخل المحدود خاصة، بضرب أخماسها في أسداسها لتأمين حاجة أطفالها وأولادها من المستلزمات المدرسية في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
وشكا أولياء أمور تلاميذ وطلبة من ارتفاع أسعار القرطاسية التي بدأت المكتبات والمحال التجارية بعرضها، قبيل بدء العام الدراسي الجديد في 21 أيلول الحالي، مؤكدين أنها سوف ترهق ميزانيتهم، ولاسيما الذين لديهم أطفال عدة.
وقالت هبا علوان (ربة منزل): قررت شراء احتياجات ابني وابنتي هذا العام قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، من أجل توفير مبلغ مالي والتخلص من الزحام، بيد أنني تفاجأت بارتفاع الأسعار، فمثلًا أسعار الحقائب تتراوح من 130 ألفاً، وتصل إلى أكثر من 300 ألف ليرة.
وأضافت: إنها قررت شراء حقائب جديدة، ولكنها بجودة عادية، إضافة إلى حقائب العام الماضي وإجراء صيانة لها، وذكرت أن أسعار الدفاتر ارتفعت أيضاً، لذلك اضطرت لشراء الضروريات فقط بانتظار ما تطلبه المدرسة.
وأشارت إلى أن هناك مصاريف أخرى تتعلق باللباس المدرسي والكتب وغيرها، وهذا ما يزيد في صعوبة تأمينها ويشكل عبئاً إضافياً على الأسرة.
أما أم محمد (معلمة)، فذكرت أنها تريثت في شراء القرطاسية بعدما لاحظت ارتفاعها، قائلة: سوف أنتظر ما تطلبه المعلمات من أبنائي، لأن الأسعار الحالية لا تمكننا من شراء قرطاسية كاملة، إذ يمكن أن تصل التكلفة مابين لباس وكتب وقرطاسية إلى أكثر من 700 ألف للطالب الواحد.
وأشارت إلى أن لديها ثلاثة أولاد في المدرسة وهو ما قد يكلفها مبلغاً يصل إلى مليون و نصف ليرة.
وأضافت: تتفاوت أسعار القرطاسية بحسب جودتها، فخلال جولتنا شاهدنا أن الدفتر الذي يحتوي على 100 صفحة عادي، يمكن أن يبدأ سعره من 6000 ويصل إلى 8 آلاف ليرة، وسعر الدفتر 140 صفحة شريط بجودة جيدة ما بين 13-15 ألف ليرة، كما تختلف أسعار الأقلام والممحاة وغيرها من القرطاسية حسب نوعها وجودتها.
بدوره ذكر عيسى محمد- متقاعد: إن هذه التكاليف والتي لا مفر منها ترهق الأسر ذات الدخل المحدود والتي بالكاد تستطيع تغطية احتياجاتها الأساسية، ولاسيما خلال الفترة الحالية والتي تسمى “فترة المواسم”، والتي تتضمن مواسم المدارس والمؤنة من مكدوس، ومازوت وغيرها، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأعباء المالية تتضاعف على الأسر التي لديها أكثر من طالب في المدرسة، فكيف بالأسر التي لديها أيضاً طلاب في الجامعات؟!، إذ تضطر الكثير من الأسر الفقيرة للتخلي عن بعض الاحتياجات الأساسية لتوفير ثمن القرطاسية والمستلزمات المدرسية.
فيما قال إبراهيم محمد (صاحب محل لبيع القرطاسية): إن أسعار القرطاسية خلال العام الحالي تعتبر مقبولة مقارنة بالعام الماضي، وهناك انخفاض بنسبة تتراوح مابين 20-30 بالمئة، ولكن الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين لا يساعدهم على شراء جميع مستلزمات العام الدراسي بشكل كامل، ولاسيما للأسر التي لديها أكثر من ثلاثة طلاب، مضيفاً: لا بد للجهات المعنية من وضع حلول قبل بداية العام الدراسي وتقديم الدعم المادي واللوازم المدرسية للأسر الفقيرة من قبل المنظمات والجمعيات الخيرية والحكومية، للتخفيف قدر الإمكان من معاناة الأهالي في صعوبة تأمين مستلزمات أبنائهم الدراسية والتي تنعكس بشكل سلبي على مستوى تحصيلهم الدراسي.
لابد من إطلاق مبادرات مجتمعية تشجيعية الهدف منها توفير كل مايتعلق بالعام الدراسي الجديد من لباس مدرسي وقرطاسية وغيرها، تكون بأسعار مخفضة أو مجانية لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة فقد أصبح العام الدراسي الجديد كابوساً مزعجاً لها.