الثورة:
نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالاً مشتركاً للخبيرين الأميركيين إيتان دانون ودانيال شنايدرمان، سلط الضوء على مستقبل الرئيس أحمد الشرع في المرحلة الانتقالية، والتحديات التي يواجهها على المستويين الداخلي والخارجي.
أوضح الكاتبان أن الشرع يستعد هذا الشهر لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكون أول رئيس سوري يفعل ذلك منذ عام 1967، مشيرين إلى أن الأنظار ستتجه نحو كيفية إدارته للتنوع الديني والعرقي في بلد مثقل بإرث خمسة عقود من حكم آل الأسد.
ورأى المقال أن حجم التحديات هائل، وأن نجاح الشرع يصب في مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها، لكنه حذّر من أن أي محاولة لاستخدام القوة ضد العلويين أو الدروز أو الأكراد ستقود إلى كارثة. كما شدد على أن استقرار سوريا لن يتحقق من دون معالجة ملفات العدالة الانتقالية والمصالحة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة التي دمّرها النظام السابق.
واستشهد الكاتبان بتجربتي ليبيا والعراق بعد سقوط أنظمتهما السلطوية، معتبرين أن على الشرع أن يركّز على تحسين الحياة اليومية للسوريين عبر الخدمات والفرص الاقتصادية الملموسة. كما توقف المقال عند ملف رجال الأعمال المرتبطين بالنظام البائد، موضحاً أن لجنة مختصة تدرس إعادة توزيع الأصول مقابل حصانة من الجرائم المالية، وهو ملف معقد قد يعوق جذب الاستثمارات.
وطرح المقال ثلاث خطوات أساسية دعت واشنطن إلى تبنيها لدعم الانتقال السوري: إعادة فتح سفارتها في دمشق لمواكبة المرحلة من الداخل، تفعيل “قانون الهشاشة العالمية” لتعزيز الاستقرار ومنع النزاعات، وإنشاء صندوق ائتماني متعدد المانحين لتأمين الخدمات العاجلة وبناء الثقة الشعبية.
وختم الكاتبان بالتأكيد أن واشنطن استثمرت بالفعل في إنجاح الحكومة السورية الجديدة، بدءاً من اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأحمد الشرع في الرياض، مشددين على أن المرحلة المقبلة تتطلب دعماً سياسياً ومالياً مضاعفاً لضمان أن تصبح سوريا بلداً مستقراً يعيش بسلام مع جيرانه ومع نفسه.