حماة – زهور رمضان:
من مدينة النواعير، حيث التقت الثقافة بالتاريخ، وتحت رعاية وتنظيم اتحاد الكتّاب العرب، وبحضور ومشاركة عدة دول عربية من مصر، والأردن، واليمن، وبخطوة تعكس عمق العلاقة الثقافية بين البلدان العربية، اختتمت فعالية مهرجان حماة الثقافي، بحضور معاون المحافظ لشؤون التربية والزراعة حسن الحسن، وممثل مديرية الشؤون السياسية في حماة خالد مدللة، وحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، تحت عنوان “دورة الشاعر بدر الدين الحامد”، تكريماً له كرمز أدبي ساهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وربط الأدب بالذاكرة الجمعية للمدينة.
أدبٌ لا يُنسى
احتضن خان رستم باشا في مدينة حماة في اليوم الأول من المهرجان مجموعة من الأعمال اليدوية والحرف التقليدية والكتب التراثية، إضافة إلى لوحات من الخط العربي والفن التشكيلي، وذلك ضمن افتتاحية فعاليات المهرجان الثقافي، وقدم هذه الأعمال مشاركون من مختلف الفئات العمرية، مجسدين ذاكرة المدينة.
ثم تلا معرض الكتاب المتنوع، حفل افتتاح، تضمن كلمات تكريمٍ للشاعر الحامد، قُدمت إضاءة حول مسيرته الأدبية، وتسلم أحفاده درع المهرجان تكريماً لعطائه.
ثم عرض الفيلم الوثائقي “ذاكرة الرماد” الذي استحضر مأساة تهجير لأهالي حماة عام 1982، وأعاد فتح جراح لم تندمل بعد
قصيدة مقاومة
كما جمعت الأمسية الشعرية الأولى شعراء من دول عربية، وأعقَبها ندوة نقدية بعنوان “نافذة على ذاكرة حماة الشعري”، لتتحول القصيدة إلى وسيلة مقاومة ثقافية، تربط بين الماضي والراهن.
وعبر الشاعر أحمد عبد الغني من جمهورية مصر العربية أن هذه مشاركته الأولى لسوريا التي يحمل لها شجناً كبيراً وفرحاً كثيراً، وبكليهما هو ممتن لسوريا على هذه الطاقة الإيجابية والمتجددة، والأمل الجديد، وعبر عبد الغني عن امتنانه لهذه الدعوة الكريمة ليس لسوريا فقط بل للعالم العربي أجمع.
أنا الأردن نهر من حروف وروح قصيدة في الضفتين
ولي من سحر تلك الجبين بعزة نخلة في الرافدين
وبي شوق إلى العاصي كأني عيون حماة بين الغمزتين
بدوره وبهذه الكلمات عبرت الشاعر محمد العموش عن فرحه والدهشة والإعجاب كونه في مدينة النواعير مدينة الإبداع مدينة الجمال، مدينة الشعر، مدينة الدفء، حيث شعر وكأنه بين أهله وأحبابه ولم يخرج من بيته إلا لبيت ثانٍ.
أدب الطفل
اما فعاليات اليوم الثاني فقد فتحت باب التراث وأدب الطفل، من خلال تكرّيم المتفوقين من طلاب الشهادات، وتكريم المتسابقة ناردين عيسى المميزة التي حازت لقب بطلة سوريا في مسابقة تحدي القراءة العربي للدورة التاسعة، والمتسابقة رهف اليوسف ابنة قمحانة، التي حازت المرتبة الثانية في المسابقة لذوي الهمم، بالإضافة لتكريم حفظة القرآن وأبناء الشهداء، واختتمت بأمسية شعرية، وعرض مسرحي يعكس معاناة سكان المخيمات بلغة الكوميديا السوداء.
فعالية قصصية
في اليومين الثالث والرابع انتقلت فعاليات المهرجان إلى مدينتي محردة ومصياف لتعكس صورة عن تلاحم النسيج السوري، في مدينة محردة، أقام اتحاد الكتاب العرب في اليوم الثالث فعالية ثقافية لنخبة من الأدباء السوريين والعرب في المركز الثقافي بمدينة محردة بريف حماة، مع تكريم الأدباء المشاركين ضمن فعاليات مهرجان حماة الثقافي. وذلك برعاية أحمد الصيادي مدير منطقة محردة.
أمسية شعرية في مصياف
كما أقام اتحاد الكتاب العرب في سوريا أمسية شعرية مميزة، على خشبة المركز الثقافي في مصياف، وذلك ضمن فعاليات اليوم الرابع لمهرجان حماة الثقافي شهدت مشاركة نخبة من الشعراء الذين قدّموا نصوصهم أمام جمهور متفاعل، وتميّزت الأمسية بحضور مدير منطقة مصياف، محمد عبد الله طعمة، الذي ترك بتواجده ومتابعته أثراً طيباً في دعم الأنشطة الأدبية، مؤكّداً اهتمام المؤسسات الرسمية برعاية الحراك الثقافي وتكريس حضور المؤسسات وتشجيع المبدعين في المدينة.
وبالإضافة لذلك أقيمت ندوة ثقافية، تخللها تكريم للأديب الراحل ممدوح عدوان، وقراءات شعرية وقصصية لعدد من الأدباء من سوريا ومصر واليمن.
واختتمت فعاليات المعرض بأمسيات شعرية وقصصية وندوات أدبية، قبل أن يُسدل الستار بتكريم المشاركين ومعتقلي تدمر وصيدنايا، وأهالي حماة المُبعدين، في رسالة وفاء لا تُغفل أحداً.