الثورة – ثناء أبو دقن:
أسدل الستار على فعاليات معرض دمشق الدولي لهذا العام أمس، وأضيفت صفحة جديدة إلى سجله العريق.. ولعلنا لا نغالي إذا قلنا: إن المعرض هو الوجه الحضاري والثقافي والسياحي لسوريا.
منصة رائدة للتواصل والانفتاح على العالم، والتي تستقطب كل الدول العربية والأجنبية، والذي يتم من خلاله التبادل والتعاون في كل المجالات.
وإذا كنا نستعرض حدثاً كبيراً كمعرض دمشق الدولي، فإننا معنيون هنا أن نرصد ونستعرض آراء الزوار وانطباعهم عنه لهذا العام ونقاط الاختلاف والتوافق مع الأعوام السّابقة.
اطّلاع ومعرفة
لقاؤنا الأول كان مع مجموعة من الشباب معظمهم من كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق، وأفاد نضال سمحة أنه أحب زيارة المعرض مع أصدقائه للاطلاع على البرامج والنظم المعلوماتية الجديدة، وخصوصاً فيما يتعلق بمجال الشبكات.. أما زميله محمد الجزائري فقد عقّب على كلام صديقة أن زيارته للمعرض هي فرصة حقيقية لمعرفة آخر التطبيقات الحديثة في التصميم التقني باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي منتشرة على مستوى العالم، ولكن للأسف معظم الأجنحة المشاركة لم يتوفر لديها مثل هذه البرامج والمعروض فيها لا يواكب التطور الحديث في نظم المعلومات.
وأضاف زميلهم إحسان العلبي: من المعروف أن الاستثمار المعلوماتي حول العالم هو المجال الصناعي والتجاري الرائج حالياً، وأن التسارع الكبير في النظم والمعلومات، جعل استخدام هذه الابتكارات الحديثة ضرورة ملحّة في كل نواحي الحياة، ويتساءل على أي أساس تمت دعوة بعض الشركات الالكترونية في هذا المجال، وليس لديها شيء من هذا التميز، في حين نجد أن المتوفر في أغلب الشركات لا يلبي حاجة السوق السورية، ويتساءل: هل الدعوة تمت لمجرد أنها علامات تجارية منتشرة في الأسواق؟
وأضاف: إن ندرة الشركات العالمية الضخمة وضعف المتواجد محلياً يجعل من زيارتنا مجرد تسلية لا فائدة منها.
واتفقت جميع الآراء أن المعرض بالنسبة للشباب لم يكن في الماضي سوى اطلاع وتسلية وشراء لبعض السلع، أما اليوم، فهو مطالب أن يواكب تطلعات الشباب واحتياجاتهم المختلفة.
نظافة غائبة
في حين رأت دينا العسلي أن المعرض مناسبة لتجمعات العائلة والأصدقاء وقضاء وقت ممتع وتغيير للأجواء ليس إلا، وخصوصاً أنه غير مكلف، فالمواصلات مجانية، والجلسات الشعبية على الأرض أو حول الأحواض النباتية منتشرة وبكثرة.. إلا أن انتشار “الفضلات” ومخلفات الزوار في كل مكان كان واضحاً.. وملفتاً للنظر، مع عدم وجود صناديق القمامة إلا بشكل قليل جداً وبأحجام صغيرة لا تلفت النظر، ولا تفي بالغرض.. هذا شيء يؤثر سلباً في الرؤية البصرية للمعرض، فهو مكان سياحي يجب على الجميع احترام خصوصية المكان، وهذا يعطي انطباعاً أننا شعب يفتقد ثقافة النظافة، وتعقّب كان على إدارة المعرض تخصيص عدد كبير من عمال النظافة، ولاسيما أن هناك فئة من الشباب اليافعين تبحث عن عمل ولو لفترة قليلة مقابل مبلغ مادي معقول، وكان بإمكانهم استثمار طاقة هؤلاء في العناية بهذا الجانب الهام في المعرض.
فرص للعمل
من خلال جولتنا واستطلاعنا للآراء كانت هناك نسبة كبيرة من الشباب والشابات زوار المعرض يبحثون عن العمل، ريهام سعد الدين وأختها نور، وصديقتهم هبة أتوا المعرض بحثاً عن فرصة حقيقية للعمل لحاجتهم الملحّة له، فعسى ولعلّ يجدن ضالتهن، فيما صادفت مجموعة أخرى من الصبايا والشباب لديهم أعمال ومصنوعات يدوية وورشات صغيرة يرغبون بعرضها على الزوار مباشرة، أو التعاقد مع مشاركين في المعرض يعملون بذات المهنة لتوسيع أعمالهم وإيجاد سوق لبيعها.
رؤى مستقبلية
يشكل المعرض في هذه المرحلة الدقيقة خطوة مدروسة ومبرمجة نحو المستقبل، فلم يعد مجرد مكان للعرض والطلب، إنما بات أفقاً واسعاً للانتشار والتوزيع والبيع، وإثبات القوة الاقتصادية الحقيقية لكل مقدرات البلد.. هذا ما صرح به أبو عمر صاحب معمل شوكولا، موضحاً أنه كان على إدارة المعرض العمل بوقت مبكر لتنظيمه والإلمام بكل تفاصيله وضبطها وإعطائها حقها من العناية والرعاية رغم كل الجهود الكبيرة المبذولة.