ترامب يعيد صياغة الدورالأميركي سياسياً واقتصادياً.. وإسرائيل لن تكون استثناء

الثورة- منهل إبراهيم:

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب صياغة الدورالأميركي العالمي، على نحو لافت ومختلف من بوابات عديدة، منها السياسي ومنها الاقتصادي والتجاري، وجعل من الاقتصاد الرافعة القوية للسياسة الخارجية الأميركية، مع الوضوح في الأهداف، ولعل الاحتلال الإسرائيلي بات يدرك كم أصبحت الفجوة عميقة بينه وبين الإدارة الأميركية بقيادة ترامب.

يقول الدبلوماسي الأميركي الخبير دينيس روس مبعوث السلام السابق في “الشرق الأوسط” في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأميركية: إن استراتيجية “أميركا أولاً” لم تكن تعني أن تكون الولايات المتحدة انعزالية وإنما تتصرف بشكل أحادي، على أساس أن التحالفات ستحد من حريتها، ويبدو أن ترامب من هذا المبدأ بات قليل الصبر وربما قرب على النفاد تجاه سياسات حكومة “إسرائيل” التي يقودها نتنياهو، والتصدع أصبح واضحاً في الأيام الأخيرة بين واشنطن و”تل أبيب”.

وفي صلب هذه الأحداث والمتغيرات أكد إعلام إسرائيلي وغربي أن “ترامب فقد صبره من نتنياهو لأنه يعيقه عن بناء بنية سياسية واقتصادية في المنطقة، لفشله بهزيمة “حماس” بعد عام ونصف، بعد أن خففت العلاقات السياسية والاستراتيجية الوثيقة بين الولايات المتحدة والاحتلال من حدة التحركات الأوروبية الصارمة ضده، أو منعتها من الأساس، ورغم التوترات الكثيرة بين أوروبا وترامب حول عدد من القضايا، لكن يبدو أنه لم يكتف بمحاولة التخفيف من حدة تصريحات حكوماتها التهديدية للاحتلال، بل فتح الباب على مصراعيه بتصريحاته وتوجيهاته، ولم يفعل شيئاً لحماية الاحتلال”.

وتؤكد صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن ترامب سئم من الحرب ويضغط على نتنياهو الذي يحاول الموازنة بين الضغوط الأميركية ومصالحه السياسية الداخلية، حيث يخشى أن تؤدي أي تنازلات كبرى إلى انفراط عقد تحالفه مع شركائه في أقصى اليمين. وضمن هذه الرؤية أكد البروفيسور إيتان غلبوع خبير الشؤون الأميركية، وباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة بار-إيلان، بمقال في موقع “ويللا الإسرائيلي”: إنه “بينما يُحارب الاحتلال حماس، تُحاربه أوروبا، فقد أصدر قادة من دول عديدة، تعتبر معظمها من أصدقائه القدامى، سيلاً من رسائل الإدانة والتهديدات والمطالبات له بإنهاء الحرب، وإطلاق سراح جميع الأسرى، واستئناف المساعدات الإنسانية الكاملة إلى غزة، وأشاروا لتصريحاتٍ غير مسؤولة، لا سيما للوزيرين

(بن غفير وسموتريتش)، حول ما ينبغي على الاحتلال فعله في غزة، بما في ذلك منع المساعدات الإنسانية،والاستيطان”.

تسونامي دبلوماسي

وأكد الموقع الإسرائيلي أن نتنياهو تجنب إدانة تصريحات وزرائه، فبدا وكأنه يدعمها، وأشار القادة الأوروبيون للفلسطينيين، وتجاهلوا مسؤولية “حماس” عما حدث في غزة، لكن نتنياهو لم يأخذ في الاعتبار هذا التسونامي السياسي، الذي ظهر تحت مظلة تصريحات ترامب وأفعاله، مما يلحق أضراراً جسيمة بالاحتلال، وأصدرقادة بريطانيا وفرنسا وكندا بياناً مشتركاً ضده، دعوه لوقف الحرب، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وعدم التردّد باتخاذ خطوات أخرى، بما فيها فرض عقوبات مستهدفة”.

أوضح موقع ويللا الإسرائيلي، أن قادة أيسلندا وايرلنديا ولوكسمبورغ ومالطا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا وفرنسا وهولندا والسويد وأستراليا أصدروا بيانات جاء فيها أن الاحتلال مطالب بضمان توزيع المساعدات دون عوائق، وتغيير سياسته الحالية، بعد أن فقد أكثر من 50 ألف فلسطيني حياتهم في غزة، وأعلنت بريطانيا تعليق المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، ووبخت سفيرة الاحتلال لديها، وفرضت عقوبات على المستوطنين، وأوضح وزير خارجيتها أن تصرفات وخطابات حكومة الاحتلال تعزله عن أصدقائه وشركائه حول العالم”.

وأكد الموقع أن هذا التسونامي الدبلوماسي، جاء من ترامب، الذي أعلن أنه يراقب غزة، والناس يتضورون جوعاً هناك، كما صرح وزير خارجيته أن واشنطن قلقة بشأن الوضع الإنساني في غزة، وهي ليست بمنأى عن معاناة سكانها.

وبيّن الموقع الإسرائيلي أنه “بعد هذه التصريحات والإجراءات من رئيس أميركي وصفه نتنياهو بأنه أعظم صديق في البيت الأبيض على الإطلاق، لم يكن بمقدور الحكومات الليبرالية الأوروبية أن تفعل أقلّ منه، وقد لاحظت تصدّعات علاقتهما، بدءاً بالمفاوضات مع إيران، وإنهاء الحرب مع الحوثيين، ومطالبته بإنهاء حرب غزة، وإعادة الأسرى وتخطي الاحتلال في أول زيارة له للشرق الأوسط، والاحتفالات بالاتفاقيات مع دول الخليج، ولقاء رئيس سوريا الجديد، ورفع العقوبات عنها، وحذف التطبيع كشرط للاتفاقيات العديدة التي وقعها مع السعودية”.

آخر الأخبار
تنظيم عمل تجار سوق الهال في اللاذقية "الكريات البيضاء" باللاذقية تطلق مبادرة لتنظيف كلية الحقوق  حدة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين تتصاعد.. والعالم يتابع بقلق  "علم الجمال بين الفلسفة والأدب" في جامعة اللاذقية "الشيباني" يستعرض نتائج الزيارة إلى قطر: اتفاقات لتعزيز الاستثمار ودعم القطاعات الحيوية مرسوم رئاسي بتعيين أحمد نمير محمد فائز الصواف معاوناً لوزير الثقافة  بيان سوري قطري: التأكيد على تعزيز التعاون وتطويره احتياجات العمل الإعلامي في لقاء وزير الإعلام بإعلاميي درعا تراجع جودة الرغيف في فرن ضاحية الشام استبدال محولات لتحسين الكهرباء بريف طرطوس صياغة جيل زراعي وتنمية المراعي.. نحو بادية مستدامة قريباً.. السفارة السورية تفتح أبوابها في الكويت خط معفى من التقنين للمستشفى الوطني بحمص استلام محصول القمح في مركز العنابية بطرطوس تكريم عمال مخابز طرطوس تنظيف الحدائق والمقابر في مصياف هل تتوجه درعا لزراعة الصبار الأملس؟ بين الإنقاذ والانهيار.. الدواء السوري في مواجهة المصير معتوق لـ"الثورة": نحتاج الأمان الصناعي إرث " الخوذ البيضاء " باق والاندماج بداية جدية لعمل حكومي واسع  التأمين الزراعي.. مشلول ومستلب! الهيبة لـ"الثورة": التأمين يشمل الزراعة ومستقبل شركاته واعد