الثورة-أسماء الفريح:
أعلنت قطر ومصر أنهما تواصلان جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر، والعمل على تذليل النقاط الخلافية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، استنادا إلى مقترح مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، فيما أعربت حركة “حماس” عن استعدادها لبدء مفاوضات جديدة.
وفي بيان مشترك أوردته وكالة “قنا” أعربت قطر ومصر عن تطلعهما لسرعة التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بالقطاع، وبما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة فيه والسماح بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، بما يضمن التخفيف من المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون بغزة، وصولاً لإنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في إعادة إعمار القطاع وفقاً للخطة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة في آذار 2025.
كما دعت قطر ومصر إلى ضرورة تحلي كل الأطراف بالمسؤولية ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة بالقطاع. من جانبها، رحبت “حماس” في بيان نقلته قناة “المملكة” الأردنية باستمرار الجهود القطرية والمصرية من أجل التوصّل إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، مؤكدة استعدادها “للشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة، للوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف، بما يؤمّن إغاثة الفلسطينيين، وإنهاء المأساة الإنسانية، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال”.
تأكيد للتطرف
وفي ذات السياق، وبعد رفض “إسرائيل” زيارة الوفد الوزاري العربي إلى الضفة الغربية التي كانت مقررة أمس، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أن الرفض “هو تجسيد وتأكيد لتطرفها /إسرائيل/، ورفضها أي محاولات جدية لمسلك السلام الدبلوماسي، وتمسكها بالعنف”.
وقال بن فرحان في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظرائه الأردني والمصري والبحريني، والأمين العام لجامعة الدول العربية، في العاصمة الأردنية عمّان، بعد اجتماع عبر الفيديو مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “في غزة حرب إبادة، وفي الضفة الغربية خطوات متتالية من الواضح أنها تهدف لإضعاف السلطة الفلسطينية، وبالتالي تقويض إمكانية قيام الدولة الفلسطينية”.
ووفق صحيفة “الشرق الأوسط” فإن بن فرحان شدد على أن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة لمتابعة الوضع في غزة، ستواصل جهودها الدبلوماسية للوصول إلى “حل الدولتين.”
وأشار إلى أن الوزراء تحدثوا مع عباس عن هذه الجهود، والمؤتمر الذي سيعقد في نيويورك في الـ 18 من حزيران الجاري برئاسة فرنسا والسعودية من أجل “دفع أكبر قدر ممكن من الدول للاعتراف بدولة فلسطين، وتجييش الرأي العام الدولي والسياسة الدولية لإيجاد مسار سريع لوقف الحرب في غزة”.
مؤتمر نيويورك
من ناحيته، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي عن وجود خريطة عمل واضحة للمؤتمر المذكور، موضحاً أن هناك فرق عمل ومسارات سيتم التدرج بشأنها ونقاشها، وأوراقاً ستصدر عن المؤتمر ليصار إلى رفع تقرير للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها المقبلة.
وفي حديث لـقناة “المملكة”، وحول اجتماع اللجنة الوزارية قال زكي: إنّ نقاطاً إيجابية برزت عن اللقاء، مبيناً أن بلورة النقاط ستتم خلال الأيام المقبلة، وستعطي بعض الأمل للشعب الفلسطيني وللمؤيدين لحقوق الفلسطينيين.
وأكّد أن الجوانب القانونية والسياسية والدبلوماسية في غاية الأهمية، كما لن يتم إهمال الوضع الميداني في غزة، إذ إن مصر وقطر والولايات المتحدة تعمل على وقف إطلاق النار، و”هناك جهود لوقف المجازر التي تحصل بشكل يومي”.
بدوره، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن قرار “إسرائيل” منع دخول اللجنة إلى الضفة الغربية المحتلة “قدّم للعالم أجمع دليلاً آخر على غطرسة الحكومة الإسرائيلية وعنجهيتها وتطرفها، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي”.