حين نضع أيدينا على مكامن الخطأ.. الصواب، يعيش المرء حياته طالت أم قصرت لكن الأمر المهم في هذه المسيرة هو ضرورة المراجعة والتوقف عند الشيء الذي أنجزه في ما مضى من حياته والشيء الذي تعثر، وكيف يستفيد من عثراته ليتلافى الوقوع بالخطأ مرة أخرى.
وعلى الشخص أن يسأل نفسه ترى هل هو راض عما عمله وأنجزه؟ وهل نحن جميعاً راضون عما عملناه وأنجزناه، وهل حققنا كل الذي رغبناه وتمنيناه أم تعثرنا ولم نستطع فعله؟ وكيف السبيل للاستفادة من تجارب الآخرين لنقطع شوطاً آخر من النجاح في مسيرة أيامنا.
وهذا الأمر ينطبق على كل مجالات الحياة، ولكل الأعمار، فعلى صعيد التحصيل العلمي للطالب والثقافي للكاتب والتجاري للتاجر والطبي للطبيب.. الخ، الكل يجب أن يسأل أين وصلت.. وإلى أين.. وكيف أمضي نحو هدفي لأستفيد وأفيد مجتمعي ووطني؟..
فبمقدار ما يقدمه المرء لنفسه ولأسرته ولمجتمعه بقدر ما يحترمه مجتمعه ويقدره حق تقديره، فالحياة لا تعترف إلا بما قدمه أحدنا لمجتمه، وإلا سيظل “صفراً على الشمال” كما يقال، لا قيمة له البتة، فلابد من المراجعة لما حققنا، وهناك أيضاً أهمية مراجعة قيمتنا وأهميتنا أمام الناس من حيث تعاملنا وسلوكنا ولغتنا هل كانت إيجابية أم ماذا، وهل كنا مرغوبين ومقبولين من الآخرين أم عكس ذلك؟ وهل كان لنا تأثير عندهم، فهذه نقطة هامة، يعرف أحدنا تماماً هل هو على خطأ أم على السكة السليمة.
وعلى صعيد الآباء والأمهات هل وجهوا أولادهم الوجهة الصحيحة في تعليمهم ودراستهم ومتابعة أمورهم الحياتية، فمراجعة هذا الموضوع له أهميته إن على صعيد الأسرة ونجاحها أم على صعيد فائدة المجتمع.
وخلاصة القول إن مراجعة المرء لما قدمه في الماضي دليل قوة وعافية وتعلمنا حكمة تقول “من لم يكن في زيادة فهو في نقصان” فلنضع أيدينا على مكامن الصواب والخطأ لنستفيد ونصوب ما كان غير صحيح.
جمال الشيخ بكري
التالي