محطة نوعية في تطور الجامعة الافتراضية.. برعاية الدكتورة العطار.. إطلاق برنامج تعليم اللغتين العربية والصينية للناطقين بغيرها
الثورة – دمشق – مريم إبراهيم:
برعاية نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس أمناء الجامعة الافتراضية السورية السيدة الدكتورة نجاح العطار أطلقت الجامعة الافتراضية اليوم برنامج تعلم اللغتين العربية والصينية للناطقين بغيرها.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم بين أهمية إطلاق برنامج تعلم اللغتين العربية والصينية للناطقين بغيرها في الجامعة الافتراضية السورية بالتشاركية مع عدد من الجهات المحلية والصينية، وهو خطوة هامة وحيوية لترسيخ العلاقة التاريخية والمتينة بين سورية والصين، فقد توجت هذه العلاقة بزيارة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد إلى الصين الشعبية، وأسست لحالة متقدمة من الشراكة والتعاون في جميع المجالات اقتصادية وعلمية وثقافية، وسورية قيادة وشعباً وحكومة تقدر وتثمن عالياً وقوف الصين إلى جانب قضايانا العادلة ودعمها لبلدنا في مواجهة الحرب والإرهاب الدولي.
وأوضح الوزير إبراهيم أن مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في سورية، ومنها الجامعة الافتراضية تعمل بشكل دائم ومستمر مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في الصين لإبرام اتفاقيات تعاون علمي وبحثي للاستفادة من تجاربهم في مجال التقدم العلمي والبحثي والتكنولوجيا والذي حولها إلى دولة عظمى ذات مكانة سياسية واقتصادية كبيرة وتلعب دوراً مهماً على مستوى العالم.
ولفت الوزير إبراهيم إلى أن هذا العمل الذي تقوم به الجامعة الافتراضية من خلال تصميم وتنفيذ برنامج تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالتعاون مع جهات صينية، لنشر هذا البرنامج وتوفير برامج تعلم اللغة الصينية، هو عمل يندرج بامتياز في سياق الجهود التي تبذل اليوم لتعميق هذا التعاون وهذه الشراكة، وبما يمكن من تفعيل اتفاقيات وبرامج التعاون العلمي والثقافي بين جامعات البلدين بما فيه خير البلدين والشعبين.
تعميق العلاقة
رئيس الجامعة الافتراضية السورية الدكتور خليل عجمي أكد أهمية هذا الحدثَ الذي يعتزُ به في الجامعةِ الافتراضيةِ السورية ويعتبر إحدى اللحظاتِ المفصلية في تاريخ تطورِ الجامعة، واللغةَ العربيةَ هي قلبُ الحدث، والجامعةِ الافتراضيةِ السوريةِ تؤكد أن إزالةَ حواجزِ التواصلِ اللغوي هي السبيلُ الأول لتعميقِ العلاقةِ بين الشعوبِ وبين المجتمعاتِ البشرية، ونؤمنُ بأن مئاتِ ملايين الناطقين باللغةِ العربية يستحقون أن يكونوا رُواةَ قِصَصِهِم وتاريخِهم بلغتِهِم الأم، وأن يفهم العالمُ قضيتَهم بلغتِهم الأصليةِ والأصيلة، في زمنٍ ننتقل فيه بتواصُلِنا وتعلُمِنا وأعمالِنا إلى عالمٍ رقميٍ واسعٍ ومتشعبٍ لم نمتلك ناصيَتَه بَعد، وتؤمن بأن سورية كانت ومازالت الوطنَ الحاضِنَ للعُروبةِ ليس بالقولِ بل بالفِعل، فهي الدولةُ التي اعتمدت نظاماً تعليمياً باللغةِ العربية في جميع المراحلِ الدراسية، ساعدَ في إيصالِ العلم والمعرفة إلى عمومِ الناس بكل شرائِحِهم وفي كل زاويةٍ من الجغرافيا السورية وحتى العربية، وبالرؤيةِ الثاقبةِ التي كانت وراء تأسيسِ الجامعةِ الافتراضية السورية والتي صاغَت رسالتها، الرسالةُ التي تذكرُ بوضوحٍ “أنها جامعةٌ تُعنى بترسيخ ونشر المحتوى الرقمي العربي واللغة العربية”.
ولفت إلى أنه ومن كُلِ ما سبق كان هذا العملُ الذي يطلِقُ اليوم حَصيلةَ تشاركيةٍ خلاقَةِ وتعاون من خلالها لغويون وتقنيون من عدة جهاتٍ وصلوا بعد سنواتٍ من الجَهدِ إلى هذه اللحظة التي نطلق فيها النُسخةَ الأولى من بَرنامجِ تَعلُمِ اللغةِ العربية للناطقين بغيرها، فقد تمت المساعدة من الأصدقاء من جمهورية الصين الشعبية في نَشرِه خارج سورية والبدءِ بإيصاله إلى العالم، وقدموا إضافةً إلى ما سبق البَرنَامج المُعتمدَ رسمياً لتدريس اللغة الصينية للناطقين بغيرِها، وساعدوا كذلك في استقطاب متدربين للمَرحلةِ التجريبية مؤسسين بذلك شراكةً طويلةَ الأمد هدفُها تعميقُ العلاقةِ التاريخية بين الشعبين و علاقةُ الصداقةِ والتعاونِ والتشاركِ منطلقين من الحجرِ الأساس لأي تعاون وهو إزالةُ الحواجزِ اللغويةِ والثقافية.
وأوضح الدكتور عجمي أنه بدأ الاستثمارُ الفعليُ لمنصةِ التدريبِ منذ بِضعَةِ شُهورٍ بنُسخةٍ تجريبيةٍ اعتمدت نموذجاً تدريبياً مُتمازجاً جرى فيه دمجُ التدريبِ التقليدي بالتدريبِ الافتراضي، حيث جرى اختبار المنظومةِ مع مجموعةٍ من المتدربين غير الناطقين بالعربية، لتبدأ اليوم خُطوةً جديدةً في تطوير التجربةِ باتجاه تدريبٍ افتراضيٍ كامل عابرين بلُغتنا الأم حُدودَ الزمانِ والمكان مُلتزمين بالوعدِ الذي أطلقته الجامعة من خلال شعارِها منذ اليوم الأول لتأسيسها.
جسر للصداقة
المدير العام لشركة غرين آرك لينغانغ جو عبر عن فخره والشعور العميق بالمسؤولية الكبيرة في الشركة التي تساهم في إطلاق برنامج تعلم اللغتين العربية والصينية للناطقين بغيرها بالتعاون مع الجامعة الافتراضية السورية، وهذا يقدم محطة هامة في رحلة تعميم التفاهم بين الصين والعالم العربي، وهذه المناسبة اليوم ليست مبادرة عادية، وإنما تشكل جسراً للصداقة ودليلاً على قوة اللغة في الحضارات المتنوعة، وبما يؤكد أهمية التعاون وضرورة التواصل بين الشعوب، ومن خلال إطلاق البرنامج اليوم نكتب معاً فصلاً جديداً من التعاون الثقافي المتبادل وتدعيم التفاهم بين الشعبين السوري والصيني.
وتضمن إطلاق البرنامج عرض فيديو عن برنامج تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وعرضاً آخر حول برنامج تعلم اللغة الصينية، وعرضاً تعريفياً حول منصة تعلم اللغات في الجامعة الافتراضية السورية.