قرقعة السلاح واستخدام الأسلحة المتطورة، أميركية الصنع القادرة على التدمير والقتل، والتي استخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة لم تستطع كسر إرادة الفلسطينيين في التصدي للمخططات العدوانية وإفشالها رغم تجاوز عدد الشهداء أكثر من ستة وعشرين ألف شهيد ومئات آلاف الجرحى معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، ولذلك بدأ مسؤولو هذا الكيان المصطنع بالبحث عن جرائم جديدة ضد الفلسطينين بمساعدة الولايات المتحدة الأميريكية التي باتت شريكاً في العدوان وارتكاب الجرائم والمجازر ضدّ الفلسطينين في قطاع غزة.
التوحش الجديد لكيان الاحتلال والولايات المتحدة الأميركية ومن يدرو في فلك سياستها أو من تهيمن عليه من الدول الأوروبية يتمثل بمحاربة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”التي تقدم المساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين، وذلك عبر ايقاف تمويل هذه المنظمة التي تعنى بالشأن الإنساني، وبالتالي قطع شريان الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة هم بالأساس يعانون من المجاعه وتفشي الأمراض نتيجة القصف الإسرائيلي الوحشي لقطاع غزة، ما يعني أن الولايات المتحدة الأميركية تشنّ حرب إبادة جماعية عبر القصف الوحشي وكذلك عبر المجاعة المدبرة للفلسطينيين.
هذا الإجراء اللا إنساني من قبل نحو 11دولة في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية بإيقاف تمويل الأونروا قوبل بالإدانة والاستهجان من بعض الدول والمنظمات الدولية، حيث قالت منظمة آكشن إيد الدولية إن قرار بعض الدول بتعليق تمويل “الأونروا” يعد بمثابة حكم بالإعدام على ملايين الفلسطينيين في غزة والضفة، مؤكدة أن ذلك يمثل عقاباً جماعياً للفلسطينيين بينما قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري إن المجاعة أصبحت أمراً لا مفرّ منه في غزة، وإن وقف تقديم الدعم للأونروا يعني ترك 2.2 مليون شخص تحت وطأة الجوع، وهذا يجدد التأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية التي تقود هذه الحملة على الأونروا بالتنسيق مع كيان الاحتلال متورطة بالعدوان الغاشم وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني دون أي اعتبار للقوانين والمواثيق الإنسانية.
سورية أدانت قيام بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية بتعليق مساهمتها تمويل الأونروا، مؤكدة أن ذلك يشكل عدواناً صارخاً على القيم الإنسانية ويرقى إلى جريمة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين ولاسيما في قطاع غزة، كما أن هذا الإجراء الوحشي من قبل الولايات المتحدة الأميركية تجاه الأونروا يتطلب من دول العالم والمنظمات الإنسانية تحمل مسؤولياتها، والعمل على التصدي لهذا الإجراء عبر دعم الأنروا لإنقاذ نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة معظمهم من الأطفال والنساء والمرضى.

التالي