مرّ.. لكنه دواء!

الدواء المر يبقى دواءً رغم أنه مرّ، ولعلّه أكثر فعالية من كل المسكنات خصوصاً تلك التي “بلا طعم ولا لون”.
وفي سياق إدارة النقص والندرة التي لم تعد خياراً بل لزاماً، ثمة الكثير من الأدوية المرّة التي نبدو بأمس الحاجة إليها في مطارح متعددة، قد يكون رغيف الخبز أهمها أو على الأقل أكثرها حساسية.
فرغيفنا شاهد على النتائج الخطيرة للتشوهات السعرية، والفروقات الهائلة ما بين السعر والتكلفة، فسعر ٢٠٠ ليرة سورية زنة ١١٠٠ غرام، ليس بسعر ولا تجوز عليه مثل هذه التسمية، بل هو مجرد رسم زهيد يساوي أقل من ثمن كيس النايلون الذي تعبأ به سبعة أرغفة تكلفتها تصل إلى حوالي ٨٠٠٠ ليرة سورية.
الفرق كبير جداً بكل تأكيد.. وهو مثير للهواجس من عدم قدرة الدولة على تحقيق استدامة توفيره وفق الحصص المدروسة والممنوحة لكل أسرة، بالتالي سيكون خيار تخفيف كتلة العجز – عجز الخبز- في الموازنة العامة للدولة، أحد جرعات الدواء المرّ التي بدأنا بها حديثنا.
لا نظن أن ثمة اختلافاً في وجهات النظر، حول جدلية رغيف رخيص وغير متوفّر، أو رغيف أكثر سعراً بقليل لكنه متاح وبكفاية لا تترك مجالاً لحصول اختناقات على مستوى الوفرة.. بالتأكيد سيكون الخيار الثاني أكثر شعبية فيما لو تم إجراء استطلاع رأي.
التكاليف باهظة والهدر كبير.. وما بين أرقام التكلفة وأرقام الهدر متدثرون كثر بعباءة المواطن بما أن الأخير هو غاية كافة سياسات الدعم الحكومي..
في سلاسل الدعم مستفيدون ومستثمرون و صائدو علاوات وفرص، لاسيما دعم الخبز، بدليل مشهد الباعة أمام الأفران، فمن أين أتى هؤلاء بما يبيعونه؟؟
سؤال بالغ الأهمية ستكون الإجابة عليه مفاجأة كبيرة، فمعظم الخبز المباع في السوق السوداء مصدره بطاقات مدعومة عائدة لأسر لا تستهلكها، ف “تتبرع” بها لمن وجدوا في تجارة الظل مصدراً سخياً للدخل..
سلسلة طويلة من مظاهر استنزاف الموارد، وهدرها واختلال موازين توزيعها، تستدعي استدراكات متوالية، قد يكون من المهم أن تبدأ بتحريك سعر رغيف الخبز قليلاً لتخفيف العجز وتأمين استدامة وفرة رغيف يتوافق السوريون على أنه أهم مظاهر النعمة.. وحفظ هذه النعمة يتطلب تشاركية حقيقية بين الحكومة والمواطن، ولا يجوز أن يتحمل أحد الطرفين العبء كله، والا اختل ميزان الاستدامة وهذا ما لا نحبه لأنفسنا لا مواطنين ولا حكومة..

نهى علي

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان