عاد الصخب لملاعبنا الكروية، وباتت أنظار عشاق الكرة ترنو نحو مباريات أنديتها، والطموح يملؤها بنتائج تلبي شغفها، وبعيداً عما آلت إليه نتائج المرحلة الأولى من إياب دوري المحترفين، استوقفتني أمور غاية في الأهمية لتحقيق الاستقرار والنجاح والتطور المطلوب لدورينا، لينعكس ذلك على منتخباتنا الكروية الهم و الاهتمام، ومن ثم لعودة أنديتنا لتوهجها العربي والآسيوي.
اثنتان وعشرون مباراة في دوري المحترفين مع بضع مباريات قليلة في مسابقة كأس الجمهورية، هل هي كافية لتطوير مستوى دورينا والارتقاء بأداء أنديتنا ؟!
اثنا عشر نادياً فقط لدورينا المحلي للمحترفين، بحجة متطلبات الاحتراف التي هي بالأصل غير موجودة لدى معظم أنديتنا، قرار خاطئ بكل تأكيد، فعوضاً عن زيادة المباريات بزيادة الأندية وتوفير سبل النجاح لها و إيجاد مقومات الاحتراف من قبل اتحادنا الكروي تم خفض العدد ! لاسيما أن ما يسمى بدوري الأولى الاهتمام به شبه معدوم من ناحية تطوير أداء أنديته.
نعلم أن مستوى الفني لدورينا وضعف الإمكانيات لدى أنديتنا، هو ما دفع لهكذا قرار خاطئ من قبل الأندية نفسها، لكن إصلاح الأمور لا يكون بقرار أكثر خطأً وغير مدروس.
العودة عن هكذا قرار مطلوبة، فليس من المعقول أن يتطور أداء لاعبينا بهكذا عدد من المباريات في الموسم ! بل من المفترض، كما كل الدوريات المشهود لها بالنجاح، أن يزيد عدد المباريات على أربعين مباراة.
الأمر الآخر، و هو الاستثنائي والفريد لدى أنديتنا و اتحادنا الكروي، أن عقود أغلب اللاعبين مع أنديتهم تتراوح بين عام أو عامين ؟! فعن أي استقرار في مستوى الأندية أو الدوري نتحدث ؟ وهذا ما يتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى اتحاد الكرة الذي وافق على تصديق هذه العقود التي يجب ألا يقل أي منها عن خمس سنوات، باستثناء عقود اللاعبين الذين تجاوز عمرهم الثلاثين.
بالمقابل من النقاط الإيجابية التي تُسجل لاتحادنا الكروي استحداث دوري الأولمبي، لإعطاء الفرصة لهولاء اللاعبين، وهو أمر مهم وجيد ، لكن نأمل تعزيز هذه الخطوة بأن يكون هذا الدوري وكذلك دوري الشباب مرتبطَين بدوري المحترفين، كي يحظيا بالمتابعة الجماهيرية والإعلامية، وبعدد أكبر من المباريات لزيادة الاحتكاك و اكتساب الخبرة، وللحديث بقية في قادم الأيام.