مازن جلال خيربك:
موجة غلاء جديدة اجتاحت الأسواق دون أن يعرف أحد السبب، أو كيف تم الأمر، وسبب غياب أي مراقبة تجاهها، وكأن الأمر لا يعني الجهة المعنية بالتسعير.
ففي ظل هذه الموجة من الغلاء بات الدخل المحدود أسير الإنفاق لأيام معدودة فقط، ولم يعد ممكناً تسمية من يحصلون على ذاك الدخل بذات التسمية، بل الوضع أكثر مدعاة للقلق لأن الفقر هو التسمية الصحيحة وهو السمة العامة شديدة الموضوعية للكثير من المواطنين.
وبعبارة أخرى إن كان ما من قدرة لدى مؤسساتنا المعنية على تمكينهم مادياً أكثر، فلا بد من ذلك ولكن باتجاه آخر كضبط الأسواق وتحقيق الحد الأدنى من الإنتاج الذي بات مجرد ذكره يدعو للقلق، خوفاً من موجة جديدة من المستوردات في القطاع الذي يتم الحديث عن تنمية إنتاجه.
لا يمكن أن يتفق اثنان على رأي واحد واضح في قصة الإنتاج خلال الحديث عنه، فالإنتاج غير ملحوظ تقريباً لدينا والبضائع المستوردة تغزو الأسواق وتكتسحها دون رحمة، في حين ما زالت مؤسساتنا تتغنى بهذه “الطقطوقة” المسمّاة تقوية الإنتاج، وفي وقت لا يلمس المواطن من آثار هذه الأقوال شيئاً، فبدءاً من مقص الأظافر وصولاً إلى البطارية الأسهل صناعة في العالم لا نجد أمامنا إلا المستورد ومن أسوأ الأنواع معدومة الجودة.. لماذا؟.
إلى متى لا أحد يدري، وإن خبر أحد الأمر فلن يعرف بالضبط النتيجة لأن الأمور أكثر تعقيداً من أن توحي بالنتيجة ولو بنقاش المعطيات، ففي وقت يضبط شرطي المرور المواطن متلبساً بجرم عدم وضع حزام الأمان، تدور حوله حفلة رقص بالدراجات النارية غير المرخّصة دون أن يرى في وجودها جرماً، كذلك حال المالية التي ترى في بضع ليرات لم يسددها المواطن جرماً يستحق العقوبة في حين يقف عشرات “الشقّيعة” أمام الدوائر المالية في حالة جاهزية لتمرير أي معاملة على بساط الريح وجناح العناية، وما من مالية تراهم ولا قلب يحزن!
لعل البيانات الحكومية القادمة تحمل إلينا أرقاماً طبيعية يمكن سماعها عن حجم الدعم المقدم للمواطن ونطاق الخدمات المقدمة له لأن المواطن هو من يسمعها وليس أحداً آخر، وبعبارة أخرى لدينا القدرة على النقاش فهل تبين المؤسسات المعنية بالأمر أسباب موجة الغلاء الجديدة التي اجتاحت الأسواق؟.