الملحق الثقافي- عبد العزيز محمود المصطفى:
وحولي قصورٌ مشيدةٌ بكلِّ زخارفِ الحُسن!!
ولكنني أنامُ على دِثارِ أملٍ بانتظارِ طيفِها
وأتأملُ ملامحَها فأرى تفاصيلَ جعلت منها أجملَ مما عرفتُها
وأسأُلها كما يسألُ ولهانٌ محبوبته بعد طولِ غيابٍ
وتجيبُني بملءِ مشاعِرها كما تعطفُ أمٌ رؤومٌ
لقد تغيّر كلُ شيءٍ حولها إلّا هي!!
بقيت كشجرةِ سنديانٍ كأوراقِ الصنوبرِ
كوفاءِ السموألِ لامرئ القيس
أريدُ أن أكونَ فداءً لجراحكِ المتتاليةِ منذ عقدٍ ونيفٍ
أريدُ أن أقتلَ دموعَ الحزنِ في عينيكِ الخضراوين
فمثلكِ لا يليقُ بها إلا فرحُ يعقوب يومَ لقاء يوسف
فوجهُك الملائكيُ يتلألأ كلَّ صباحٍ على أطرافِ مشاعري وجنباتِ حنيني
أتعطرُ بريقك الزمزمي أتعوذُ من شرورِ الدهرِ بأنسِ مُحياكِ
وتشرقُ ابتساماتكِ على شُرفاتِ قلبي فيزهرُ ياسمينًا وفرحًا
ويرسمُ خريطة كونٍ تبدأ وتنتهي بكِ وإليكِ
يا مُنيةَ قلبي يا حسرةَ فؤادي وكأنّ الكونَ كلّه يوصيني بكِ
فشمسُكِ لا تشرقُ إلاّ على أجفاني
وحديثُكِ قناديلُ ماضٍ أستهدي به إليكِ
حروفي إليكِ يا دمشقُ وعدٌ لا غدرَ فيه
كأسُ حبٍ من خمرةِ وجدنا
عقدُ عهدٍ قطعناه بيننا
دمشقُ أشتاقكِ بعد عقدٍ ونيفٍ من العذابِ
العدد 1178 – 13 -2 -2024