الثورة – منهل إبراهيم:
في حرب الإبادة الشاملة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ظهر جلياً أن الاحتلال يستهدف عن سابق قصد وترصد الأكاديميين والمنشآت التعليمية في القطاع، ضمن سياسة ممنهجة هدفها تدمير الإرث التعليمي.
ففي آخر قائمة محدثة لأسماء العلماء والأكاديميين الذين استشهدوا خلال الحرب، بلغت 40 اسماً ممن يحملون شهادات الأستاذ الدكتور “بروفيسور” أو الدكتوراة في مجالات علمية عديدة.
الاحتلال لا يتعمد قتل العلماء والمفكرين في غزة فحسب بل يختارهم بعناية خاصة إذا يستغل “تقنية الذكاء الاصطناعي” وتحديد الهدف بدقة من خلال الهواتف، وهذه سياسة باتت واضحة لدى الاحتلال، وقد انتهجها في أماكن عدة.
ويتعمد الصهاينة قتل الأساتذة الجامعيين ضمن سياسة ينتهجها الاحتلال بحظر التقدم على الدول العربية بما فيها فلسطين فلم يستثنِ الاحتلال الجامعات ومرافقها ورؤساءها والعلماء والأكاديميين من القصف والقتل والتدمير.
المساهمات العلمية والبحثية المحلية التي قدمتها جامعة غزة كبيرة جداً سواء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بالإضافة للعديد من المشاريع العلمية والبحثية مع المؤسسات الأوروبية، لذلك يستهدفها الاحتلال بكل شراسة.
ولم يكتفِ الاحتلال باغتيال العلماء بل دمر البنية التحتية والفوقية لغالبية المراكز التعليمية في قطاع غزة في محاولة منه للانتقام من البشر والحجر معاً، فقد قصف المدارس والجامعات التي تخرّج منها غالبية هؤلاء العلماء للحيلولة دون أن يرث هذا العلم أجيال أخرى.
وأظهرت آخر إحصائية لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني أن قصف الاحتلال أدى إلى تدمير 95 مبنى تابعاً لمدرسة أو جامعة بشكل كلي، و295 مدرسة وجامعة تضررت جزئياً، و130 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين أصيبت بشكل مباشر في قصف الاحتلال، بما فيها مدارس.
وفي هذا السياق كشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، عن إحصائية صادمة للمدارس التي استهدفها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
دوغاريك أوضح خلال مؤتمر صحفي اليوم، أن 30 بالمئة من مدارس غزة جرى قصفها بشكل مباشر، أي ما يعادل 162 مبنى مدرسياً، فيما دمر القصف الإسرائيلي 26 مدرسة بشكل كامل.
المتحدث الأممي أكد أن عمال الإغاثة الإنسانية في المنطقة يقومون بفحص صور الأقمار الصناعية، لقياس تأثير الهجمات الإسرائيلية على التعليم، لافتا إلى أن المدارس التي تعرضت للقصف المباشر، يدرس فيها قرابة الـ175 ألف طالب، ويعمل فيها أكثر من 6 آلاف و500 معلم، وأفاد بأن “ما لا يقل عن 55 بالمئة من المدارس في غزة، ستتطلب إما إعادة إعمار كاملة، أو إعادة تأهيل كبيرة”،
وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ذكرت في وقت سابق، أن 286 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، مبينة أن 83 مدرسة تعرضت لأضرار بالغة، و7 للتدمير بالكامل، إلى جانب تعرض 49 مدرسة في الضفة الغربية للاقتحام والتخريب.
وبحسب تقرير الوزارة المنشور في 6 شباط الحالي، فإن 4895 طالبا استشهدوا و8514 أصيبوا بجراح، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية.
التقرير أشار إلى أن استهداف الاحتلال للمدارس طال 90 بالمئة من الأبنية المدرسية والتربوية الحكومية، التي تعرضت لأضرار مباشرة وغير مباشرة.
وتابع: “29 بالمئة من الأبنية المدرسية لا يمكن تشغيلها لتعرضها لهدم كلي أو أضرار بالغة، و133 مدرسة حكومية تم استخدامها كمراكز للإيواء في قطاع غزة”.