مهرجانات تسوق رمضان هل حققت غايتها؟.. عضو غرفة تجارة لـ”الثورة”: توظيف للعمالة ودوران لرؤوس الأموال.. اقتصادي لـ”الثورة”: أحد وجوه الدعم الاجتماعي والمعيشي
الثورة – دمشق – ميساء العلي:
هدف أساسي لأي مهرجان تسوق، تقديم السلعة من المنتج إلى المستهلك بشكل مباشر وبالتالي كسر حلقات الوساطة لتحقيق التدخل الإيجابي لمصلحة المستهلك.
في السنوات القليلة الماضية كان هناك مبادرات لمهرجانات رمضانية لتأمين احتياجات المستهلك خلال هذا الشهر، والذي يكثر الطلب فيه على المواد الغذائية.. وهذا العام أيضاً أقيمت تلك المهرجانات برعاية وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتعاون مع غرف الصناعة والتجارة للوصول إلى نتيجة واحدة إرضاء الزبون.
فهل لبت تلك المهرجانات المستهلك السوري ولاسيما أصحاب الدخل المحدود، خاصة أنها موجهة إليهم بما يتناسب والقوة الشرائية؟
عضو غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق قال في حديث لـ”الثورة”: إن أسواق أو مهرجانات التسوق الرمضانية تخلق حالة إيجابية من حيث توفير الأرزاق بعدة أماكن، وخلق منافذ تسوق مختلفة، ولا يخفى على أحد أهمية التنوع بأبواب الرزق، باعتبار أنها تؤدي حكماً إلى زيادة التنافسية ووفرة البضائع والعوائد، كما يمتاز رمضان بتوفر كتلة شرائية أكبر من خلال المساعدات الداخلية والخارجية ومن تكاتف مجتمعي جميل من أجل كسب الثواب والأجر الأعلى، وبالتالي وحين توفر القدرة الشرائية يصبح الشراء متاحا.
وأضاف أن حركة السوق الإيجابية لها أيضاً ميزات كثيرة على الاقتصاد، فبالرغم من زيادة الاستهلاك (حيث إننا بحاجة إلى التقشف)، ولكنها تؤدي إلى طلب على العمالة وبالتالي توظيف أعلى، وسيولة من مصدر إنتاجي أكثر وبالتالي دوران لرؤوس الأموال بالشكل الصحي.
وتابع أن السيولة التي تنجم من مصدر إنتاجي (زراعي- صناعي- تجاري- سياحي) أفضل بكثير من السيولة التي تنجم من إعانات وتبرعات، حيث إن للأخيرة استدامة ودعماً للإنتاج والناتج المحلي ورفع لكفاءة المجتمع وزيادة في الاستثمار.
ودعا الحلاق الجميع إلى التفكير جدياً بمنظومات دعم تنموي فكري وعملي من خلال زيادة المعاهد ومراكز التدريب التي تُعنى بطالبي العمل، وأن تكون مجانية ويمكن أن تكون معززة بقيم مادية للمستفيدين منها، وذلك من تأمين النقل لهم ومن ثم دعم التوظيف.
المحلل الاقتصادي الدكتور عابد فضلية بين في حديثه لـ”الثورة” أن موضوع المهرجانات هو للبيع بسعر أقل من السعر السائد في السوق من أجل دعم المستهلك.
لكنه قال: “هناك أيضاً مبادرات من جهات أهلية لتوزيع مواد وسلل بأسعار مخفضة، إضافة إلى المبادرات الخيرية لتوزيع مواد وسلع مجاناً بدون قيمة مالية.
وبحسب فضلية- فإن تلك المبادرات تسهم في دعم المستهلك لذلك يفضل عدم فصلها عن بعض.
وأضاف: إن انتشار وكثرة مهرجانات التسوق وأسواق رمضان والمبادرات الخيرية ظاهرة طبيعية في هذه الفترة الاستثنائية بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للنسبة الأكبر من السوريين، يعد إسهاماً مجتمعياً وأخلاقياً وخيرياً مدعوماً رسمياً في تغطية بعض التكاليف الرمضانية بشكل خاص وفي التخفيف من ظروف المعيشة الصعبة.
وختم كلامه.. إن المهرجانات أحد وجوه الدعم الاجتماعي والمعيشي الذي يقوم به القطاع الأهلي وترعاها على أعلى المستويات الرسمية.