“غلوبال ريسيرش”: توسيع الناتو يضر أوكرانيا ولا يخدمها

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:

إن التصريحات الأخيرة للقادة الغربيين بشأن الحرب في أوكرانيا تعطي انطباعاً بالفصام.
والغريب في الوضع الحالي هو أن التصريحات غير المسؤولة تصدر عن القادة السياسيين في السلطة، بينما تحاول بعض الأصوات على الأقل في وسائل الإعلام والمعارضة إعادة «أصحاب القرار» إلى العقل.
وكان الأمر على العكس من ذلك: فقد أصبحت “الأحلام الجامحة” والخطابات المتطرفة هي عالم وسائل الإعلام، في حين كان من المتوقع من الشخصيات السياسية أن تتصرف بمسؤولية.
وحتى داخل الطبقة السياسية، سرعان ما تم نزع فتيل تصريح ماكرون الغريب بأن إرسال قوات الناتو لمساعدة نظام زيلينسكي “ليس مستبعداً”، وسرعان ما تم إبطال فتيله من قبل وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو الذي قال إن مثل هذا القرار “ليس مطروحاً على الطاولة في الوقت الحالي”.
ودعا وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إلى “التصعيد غير المتكافئ” في أوكرانيا، من جانب حلف شمال الأطلسي.
إلا أن أصوات العقل النادرة تُسمع من جانب الخبراء، من جزء صغير من وسائل الإعلام المهنية.
حتى أن مجلة فورين بوليسي، وهي إحدى المجلات الأميركية الأكثر موثوقية فيما يتصل بالشؤون الدولية، نشرت مقالاً ينكر حاجة كييف إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
المقال تحت عنوان “لا ينبغي لحلف شمال الأطلسي أن يقبل أوكرانيا – من أجل أوكرانيا”.
ويعد مؤلفا المقال بتقديم “أهم خمسة أسباب تجعل توسيع التحالف الغربي من شأنه أن يجعل كييف أسوأ حالاً”.
يدرك مؤلفا المقال، ستيفن والت وروبرت رينيه بيلفر، أنهما يسيران ضد التيار الغربي السائد، لأن اقتراحهما بعدم ضم أوكرانيا إلى الناتو هو في الواقع خط أحمر طويل الأمد لروسيا، وقد كرره الرئيس بوتين عدة مرات قبل شباط 2022.
إذن، ما الذي جعل مؤلفي مجلة فورين بوليسي يتنافسون بعيداً عن التيار الغربي السائد فيما يتصل بالعلاقة بين حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا؟ كان أحد العوامل هو فشل كييف العسكري المستمر. وهذا اقتباس من مقال في مجلة فورين بوليسي:
“وبالانتقال إلى أوكرانيا، فإن اعتقادنا بأن ضمها إلى حلف شمال الأطلسي الآن (أو في المستقبل القريب) أمر غير حكيم يعتمد على عدة افتراضات.
الأول هو أن أوكرانيا لا تستطيع عكس الوضع في ساحة المعركة واستعادة الأراضي التي فقدتها ما لم تحصل على المزيد من الأسلحة ولديها الوقت لإعادة تشكيل قواتها بعد النكسات التي منيت بها العام الماضي.
فهي تعاني من نقص حاد (وربما لا رجعة فيه) في القوى العاملة، والجمع بين طائرات الاستطلاع بدون طيار، والمدفعية، والتحصينات الروسية واسعة النطاق سيجعل من الصعب على كييف تحقيق تقدم إقليمي كبير. وكان المشجعون لأوكرانيا في الغرب مخطئين في الربيع الماضي عندما قدموا توقعات متفائلة بشأن الهجوم المضاد المرتقب آنذاك. وهم يكررون هذا الخطأ الآن من خلال الإشارة إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الطرق التي يمكن لأوكرانيا من خلالها أن تغير مسارها”.
يقول مقال فورين بوليسي: “لا تستطيع كييف أن تغير الوضع على الأرض، حيث تحول مد المعركة ضد أوكرانيا”.
كما يجلب حزب السياسة أخباراً سيئة لنظام زيلينسكي: مع مرور كل يوم، تضاءلت فرصته في “استعادة الأراضي المفقودة”.
لكن السبب الرئيسي وراء تحول المؤلفين إلى الواقعية ليس عسكرياً، بل نفسي. من يهتم أكثر بأوكرانيا ؟ أصبحت الإجابة على هذا السؤال واضحة في الأشهر القليلة الماضية.
يقول المقال: “إن افتراضنا هو أن قادة روسيا يهتمون بمصير أوكرانيا أكثر من الغرب”.
ولا تقتصر القضية على عملية إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب فحسب، وهي العملية التي بدأتها روسيا بالفعل في ماريوبول على سبيل المثال.
ولا يوجد أي بلد من بلدان حلف شمال الأطلسي على استعداد لإرسال أي عدد من القوات إلى أوكرانيا يمكن مقارنته حتى ولو من بعيد بوحدة الجيش الروسي العاملة الآن على خط المواجهة.
واعترف المؤلفان بأن الغرب لم يتصرف لمصلحة أوكرانيا منذ البداية، ومما لا شك فيه أن التزام حلف شمال الأطلسي المتكرر بضم أوكرانيا إلى الحلف قد أثار مخاوف موسكو، وبهذه الطريقة تعترف مقالة مجلة فورين بوليسي مؤخراً بحقيقة بسيطة تم إنكارها في كل من واشنطن وبروكسل لسنوات.
لذا فإن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي “لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب”، كما تخلص مجلة فورين بوليسي:”إن الحياد قد لا يكون سيئاً إلى هذا الحد بالنسبة لأوكرانيا” ، وهذا صحيح أيضاً.
والسؤال هو: لماذا يقتصر الرأي الحكيم على هامش مجتمع الخبراء، في حين أن اقتراحات ماكرون وسيكورسكي العدوانية الغريبة هي الاتجاه السائد؟.
المصدر – غلوبال ريسيرش

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة