الثورة – كلوديا حسن:
أكتب إليك بقلب يمتلئ بالحب والاحترام لتجربة منحتك إياها الحياة بأن تكون أمنية من أمنياتك هي الإنجاب ومنعتك الظروف من تحقيقها لأسباب عدة لكن النتيجة واحده هي أنك ظللت لسنوات تحلمين بكلمة (ماما) ولم تسمعيها.
هل تعلمين سيدتي أن الأمومة هي مشاعر تستطيعين أن تعيشيها مع من حولك بالحب ما استطعت إليه سبيلا.. وأنت الأقدر على منحه لأولاد من حولك من أشقاء وشقيقات وحتى أولاد الجيران وهو ما لامسته حقيقة في العديد من الأمهات اللاتي لم ينجبن لكنهن أمهات بحق في حنينهن وإحساسهن تجاه الأطفال في المحيط من حولهن.
نستميحك عذراً في عيد الأم من أننا ننسى ألمك ونملأ المحطات أغاني عن الأمومة، والإذاعات تصدح بما تيسر من أغانٍ خصصت للأمهات، وهناك من تبكي وحيدة بحرقة على طفل لن يهنئها في عيدها.
اسمحي لي أن أعتذر نيابة عن أمهات الأرض ونيابة عن الحياة التي تغدق علينا بخيباتها وحتى بمنحها كما يحلو لها لاكما نحب.. اسمحي لي أن أهنئك في عيد الأم وأقول لك أجمل الأمهات أنت، لأنك جعلت من الأمل وليداً لك وربيته حتى كبر وأصبحت أماً أكثر من الأمومة بحد ذاتها.. وتذكري أتينا إلى هذه الحياة وحدنا وسنتركها بمفردنا.. كوني أماً بكل تفاصيلها وافرحي فالأمومة هي أم لم تنجب لكنها تحب.