جامعة حلب تحتفي بيوم “العربية” وتكرّم الدكتور جبور.. الدكتور كرمان لـ “الثورة”: بقيت صامدة أمام الغزو الثقافي
الثورة – حلب – المحرر الثقافي:
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أقامت جامعة حلب مساء أمس احتفالية على مدرج “إيبلا” في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وفي بداية الاحتفالية أكد الدكتور ماهر كرمان رئيس جامعة حلب أن يوم اللغة العربية حافز لنا على تعزيز فخرنا وتمسكنا بهذه اللغة التي حملت كيان الإنسان العربي في مختلف العصور وبقيت صامدة أمام الغزو الثقافي.
ونوّه إلى ريادة جامعة حلب في طرح فكرة الاحتفال بيوم اللغة العربية من قبل الدكتور جورج جبور من خلال مشاركته في إحدى فعاليات الجامعة عام 2006 والذي استطاع أن يحدد من تاريخ /15/ آذار يوماً للاحتفال بلغتنا العربية الأصيلة.
بدوره الدكتور عيسى العاكوب عضو مجمع اللغة العربية في دمشق قال: إن الاحتفالية تأكيد واضح على العروبة التي هي أساس الانتماء ولابد من إرسائه وتقويته وبناء عالمه، مشيراً إلى الدور الكبير الذي تلعبه الحكومة في عملية البناء والتنمية الثقافية ودعمها المستمر لأعمال مجمع اللغة العربية في دمشق.
من جانبه الدكتور جميل جمول عميد كلية الآداب أكد أن اللغة العربية أغنى اللغات وأقدم اللغات الحية، مشيراً أنها لغة ناضجة مكتملة الأركان ومستمرة من خلال تأثرها وتأثيرها في اللغات الأخرى وتنوع أساليبها وميزاتها.
كما بيّن الدكتور خالد أعرج رئيس قسم اللغة العربية الترابط القوي والتفاعل المستمر بين اللغة والهوية، وأن اللغة ليست أداة تعبير وتواصل فقط وإنما هي بوابة الإنسان الرئيسية نحو إدراك العالم مؤكداً أنه لا أمل في تقوية المناعة الحضارية للأمة العربية والحفاظ عليها إلا بتقوية مناعتها اللغوية.
وتليت في الاحتفالية كلمة للدكتور جورج جبور، صاحب فكرة يوم اللغة العربية، قرأت بالنيابة عنه لتعذر حضوره، وجاء فيها: “في ذكرى محاضرة انطلقت منها فكرة يوم اللغة العربية، علم “يوم اللغة العربية” علم متجدد يأتينا بمعلومة قديمة كل يوم.
ليس لدى العرب سردية متفق عليها بشأن يوم اللغة العربية، مثلاً: من أول من أطلق الفكرة؟. لي إجابتي المعروفة وهي دقيقة، لا أعرف أحدا قبلي فعل، تلقيت عدم موافقة من اثنين لهما باع، تلقيت الإجابتين في مراسلتين شخصيتين.
ومثلاً: من أول من راودته فكرة موعد أصبح بقرار من اليونسكو : “اليوم العالمي للغة العربية” في 18 كانون أول من كل عام؟ هل هو من الدول العربية؟ أو من موظفي الأمم المتحدة في نيويورك؟ أو باريس، ومثلاً ثالثاً: في أول آذار 2010 احتفل العرب بيوم اللغة العربية كما قررت ذلك المنظمة العربية التربية والثقافة والعلوم “الكسو”، هل اختفى ذلك الموعد؟ ولماذا؟ ومن أخفاه؟ ثمة حاجة لسردية عربية موحدة في شأن ثقافي. فلنحاول ذلك؟، من يحاول؟ مجامع اللغة العربية؟ وزارات الثقافة؟ “الكسو”؟ لا إجابة، فإذاً لم تكن لنا سردية موحدة وإذا لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إنشاء السردية الموحدة فإنني اعتبر نفسي المرجعية.
اطلعت على عمل منشور واحد فقط في عنوانه ذكر لليوم، هو من تأليف الدكتور زياد الدريس الذي عمل لعشر سنوات مندوباً للمملكة العربية السعودية لدى “اليونسكو”، أي بين 2006 و 2016، وحين أقول أول عمل منشور في عنوانه ذكر لتعبير “يوم اللغة العربية” فإنني أقصد أنه أول عمل منشور يرد في عنوانه ذلك التعبير بعد أعمالي الثلاثة المنشورة في دمشق: 2013 و 2014 و 2016.
من كتاب د. الدريس علمت أن هناك قراراً أتخذ في نيويورك عام 2010 يحدد مواعيد أيام اللغات الرسمية العالمية، قبل اطلاعي على هذا الكتاب كنت أظن أن “اليونسكو” هي من بدأ تعبير “يوم عالمي”.
علم” يوم اللغة العربية” هام ومتجدد، غياب السردية الموحدة ظاهرة غير مفيدة، قلت: بما أنني من بدأ فلأعلن نفسي مرجعية، عدت إلى يومياتي عن شهر آذار 2006، قرأت فيها أنني يوم 22 آذار أي بعد أسبوع من إطلاقي الفكرة قلت في لقاء متلفز مع قناة المنار أن على قمة الخرطوم إعلان يوم للغة العربية، هو ذاته ما قلته قبل أسبوع من ذلك التاريخ في جامعة حلب، هل من منافس لي على المرجعية؟ لم لا؟ أحب للدكتور الدريس أن يفعل ولاسيما أن دولته هي الأكثر سخاءً في إنفاقها على نشر العربية عبر المنظمات الدولية وخارجها، هو مرجعية الدولة المانحة وهو أهل، لم اختم الجملة، هو أهل لولا مظنة إغفال، لا أحكم أنه متعمد، ماذا أغفل؟ أغفل معلومة لها علاقة وثيقة بكتابه مؤداها أنني صاحب فكرة لاأعرف أن أحداً نادى بها قبلي، إغفاله سهو؟ ربما مقصود؟، في أي حال لا يصح أن أدعوه حجة.
لدي الآن هم كبير، مهمة دقيقة، نحن الآن في النصف الثاني من آذار، اقترب موعد الانعقاد التقليدي للقمة العربية، أؤكد من هنا، من جامعة حلب يوم 18 آذار 2024 ما أكدت من المكان نفسه في 15 آذار 2006ومؤداه: “على القمة العربية هي بذاتها تحديد الموعد الأمثل ليوم اللغة العربية العالمي لا أن تترك الأمر للمنظمات الدولية أو لمنظمة عربية لا تتمتع بذات المستوى من الهيبة والقدرة على الضبط.
قدم الاحتفالية الرفيقة الدكتورة نعيمة حسوكي عضو الهيئة التدريسية في قسم اللغة العربية، وقد قدم رئيس الجامعة درعاً تكريماً للدكتور جبور لجهوده في خدمة اللغة العربية.
حضر الاحتفالية نبيلة الرزوق والدكتور لؤي شاشاتي عضوا قيادة فرع الحزب وعدد من أعضاء قيادات الشعب والفرق الحزبية وحشد من الكادر التدريسي والطلابي في الجامعة.