الثورة – منهل إبراهيم:
عاد التوتر مجدداً لولاية تكساس الأمريكية، وهذا يضع الرئيس جو بايدن في مأزق كبير مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، ويجعل منافسه دونالد ترامب في وضع أفضل في ميدان المنافسة.
وعلقت المحكمة العليا الأمريكية، قانوناً مثيراً للجدل أقرّته تكساس لترحيل المهاجرين الذين يعبرون بصورة غير قانونية إلى الولاية، دون عودة إلى السلطات الفيدرالية.
ولن تتمكن شرطة ولاية تكساس بعد قرار المحكمة العليا من توقيف وترحيل مهاجرين يعبرون بصورة غير قانونية إلى الولايات المتحدة من المكسيك، الأمر الذي من شأنه أن يرفع مستوى التوتر بين الولاية والحكومة الفيدرالية.
وكان قاض فيدرالي علّق الشهر الماضي القانون الذي أقرّته الغالبية الجمهورية في الهيئة التشريعية لولاية تكساس، معتبراً أنه “يتعارض مع أحكام رئيسية لقانون الهجرة الفيدرالي”.
لكن محكمة استئناف يهيمن عليها المحافظون قالت إن القانون الذي أطلق عليه “أس بي 4” يمكن أن يدخل حيز التنفيذ ما لم تحكم المحكمة العليا بخلاف ذلك، لتعلقه المحكمة العليا بواقع ستة قضاة محافظين إلى ثلاثة ليبراليين.
ولاحقا، عادت المحكمة ورفعت تعليقها للاستماع إلى مزيد من الحجج المتّصلة بالقانون في محكمة الاستئناف، ثم علقته من جديد ليل أمس الثلاثاء.
وقالت القاضية سونيا سوتومايور: “اليوم تستدرج المحكمة مزيداً من الفوضى والتأزم إلى إنفاذ قوانين الهجرة، هذا القانون يقلب توازن القوى القائم منذ أكثر من قرن بين الحكومة الفيدرالية والولايات”.
وقال حاكم تكساس، غريغ أبوت، إن “تكساس لها الحق في الدفاع عن نفسها بسبب عدم الإيفاء المستمر للرئيس بايدن بواجبه في حماية ولايتنا من الغزو على حدودنا الجنوبية”.
وعلقت المكسيك الثلاثاء بالقول إنها “لن تقبل بأي ظرف من الظروف باستقبال أشخاص ترحلهم ولاية تكساس” بما يشمل مواطنين مكسيكيين.
وفي كانون الثاني أعلن 25 حاكماً جمهورياً دعمهم أبوت و”السلطة الدستورية في تكساس للدفاع عن نفسها وحمايتها” ضد ما وصفه بـ”غزو” المهاجرين لولايته. ويعتقد البعض أن الوضع يتصاعد نحو حرب أهلية.
وجاء في البيان المشترك الصادر عن الحكام المحافظين: “نحن نتضامن مع زميلنا الحاكم، غريغ أبوت، وولاية تكساس في استخدام كل أداة واستراتيجية، بما في ذلك سياج الأسلاك الشائكة، لتأمين الحدود”.
وأعاد التوتر إلى السطح دعوات انفصال ولاية تكساس عن الولايات المتحدة، لتعود بلداً مستقلاً كما كانت سابقاً.
وقال رئيس “حركة تكساس القومية” دانيال ميلر: “نعرف هنا في تكساس أن الطريقة الوحيدة التي سيكون بإمكان تكساس من خلالها تأمين الحدود ووضع نظام منطقي للهجرة، ستكون من خلال القيام بما تفعله 200 دولة أخرى حول العالم والقيام بذلك كدولة مستقلة تحكم نفسها بنفسها”.
وتترقب السلطات في تكساس الآن قراراً من المحكمة العليا بشأن إنفاذ القانون، ما يعني ترحيل تكساس المهاجرين دون إذن من الحكومة الفيدرالية، أو تعليقه.
ويمكن أن ترحل تكساس المهاجرين، في حال تم تعليق القانون، بالحافلات إلى ولايات أخرى، يحكمها الديمقراطيون كما فعلت سابقاً.