الثورة-لينا عيسى:
يسعى اتحاد الكاراتيه للاستمرار في تطبيق رؤيته لإعداد المنتخب الوطني لمختلف الفئات بطريقة علمية مدروسة دون تأثر بالظروف المحيطة، وفي سبيل ذلك بدأ بتفعيل فكرة إقامة تجمعات شبه دائمة للمنتخب في مناطق جغرافية متنوعة، فالعمل الحثيث وفق رؤية واضحة ومدروسة جيداً بكل تفاصيلها لإعداد منتخب وطني منافس في البطولات القارية والدولية، هو من أولويات الاتحاد، وتحقيقه يحتاج إلى التركيز والاهتمام ومتابعة فكرة التجمعات التي لها فوائد فنية كثيرة، أبرزها الحفاظ على جاهزية اللاعبين لأي استحقاق خارجي، بعيداً عن المعسكرات القصيرة التي تسبق البطولات ولا تتيح فرصة رفع الجاهزية وتصحيح الأخطاء، كما أن التجمعات منحت بعض اللاعبين واللاعبات الفرصة لإثبات قدراتهم خلال التدريبات والاختبارات التي تُقام بشكل دوري.
دون شك لجنة المنتخبات الوطنية ولجنة المدرّبين لها الدور الكبير في نجاح هذه التجمعات، إذ يقومون باختيار أبرز اللاعبين واللاعبات في المحافظات، ويوجّهون لهم الدعوات ليكونوا ضمن التجمعات، كما تمّ وضع خطة تدريب موحدة، وهذا الامر أسهم بتوفير الجهد والوقت والمال على الكوادر الفنية واللاعبين، فالاتحاد قسّم اللاعبين إلى مجموعتين، المجموعة الأولى من تجمعات دمشق وريف دمشق ودرعا والسويداء والقنيطرة، والمجموعة الثانية تضم تجمعات اللاذقية وحلب وحمص وطرطوس.
الاتحاد انتقل من فكرة الكمّ إلى النوع، حيث كانت بداية استراتيجيته ترتكز على توسيع قاعدة اللعبة من مدرّبين وحكام، قبل أن يتمّ الانتقال لتطوير الجوانب الفنية مع تحسّن الظروف العامة، وخاصة من ناحية المشاركات الخارجية للمنتخب التي كانت ناجحة على صعيد غرب آسيا والمتوسط، فكوادر اللعبة بشكل دوري على اطلاع على كل صغيرة وكبيرة وتذليل الصعاب قدر المستطاع.