الثورة- همسة زغيب:
تميزت دمشق بصناعة حلوى «الناعم» أو «خبز رمضان»، ويُقال عنه:»رماك الهوا يا ناعم»، وهو خبز هش مقرمش يعتبر فلكلوراً دمشقياً رمضانياً منذ عهود قديمة، ومن أشهر الأكلات التراثية التي تزين طبق شهر رمضان، وجود الدبس على الناعم بعد تقميره على النار، يعطيه صفة الحلوى، ويمنح الصائم طاقة بفعل دبس التمر، وينتشر في الشوارع والأسواق قبل ساعات من الإفطار، كما يعتبر من الطقوس الرمضانية التي لا غنى عنها، ومازالت تحافظ على شعبيّتها، لا تظهر أرغفة الخبز الناعم في دمشق إلا في شهر رمضان المبارك، لأن أصحابها لا يملكون محلات خاصة بهم، بل يعرضون خبزهم في الشوارع وعلى طاولات يجهزونها قبل حلول الشهر الكريم، وهكذا يعيدنا شهر رمضان إلى أعماق الماضي بالعادات والتقاليد، ولا يكتمل دون تناول «الناعم» الحلوى الشعبية التي مازالت طبقاً يحرص الصائمون على شرائها، يُصنع خبز الناعم بمكونات بسيطة وتكلفة قليلة، ويحتاج لمهارة وخبرة حتى تنجح صناعته بشكل جيد، ويتكون من عجينة الطحين المنخول بشكل جيد، ثم يتم تعريضه للنار حتى يتماسك، ويُنشر تحت أشعة الشمس لمدة ساعتين لينشف، ويتم قليه بعد ذلك بالزيت ثم يُرش بدبس التمر، وقديماً كان الناس يرشونه بالعسل، ومن المعروف أن لكل صانع للناعم بصمته الخاصة، فالبعض لا يعرّضه للشمس، وآخرون يضيفون بعض الزيت للعجينة، وفي النهاية، يجب أن يكون هشّاً مقمراً حلو المذاق عند التناول.