الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
الشعب السوري يبقى يداً واحدة في مواجهة الصعاب، بوجه ما نتج من مفرزات الحرب والحصار وانعكاسه على الكبار والصغار.
ونحن أمام احتفالية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بمناسبة عيدي الأم والمعلم في صالة كنيسة مار شربل المارونية في حمص برعاية مطرانية دمشق المارونية لمركز “أنا وطفلي”.
بدأ الحفل بعرض برومو عن عمل المركز ودور الأم برعاية طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم الدعم له وقد تم توثيق ما تقوم به المدرسات في المركز بمساعدة الأطفال وتعليمهم، قدم في الحفل فقرة أداء راقص لثمانية من أطفال المركز، ثم تلاه عزف على الأورغ للطفل زين عز الدين، لأغنية أمي، وهو يعزف سماعياً ولديه موهبة رسم، وشارك بعدة معارض وفعاليات، وظهرت عدة أعمال له في المعرض المرافق، وتم عرض برومو عن زين منذ كان طفلاً حتى الآن، ووالدته متطوعة بالمركز لتكون الأم والمعلمة.
وألقى قصيدة شعرية الطفل علي الضاهر- وهو متعدد المواهب- إلى جانب تلاوة القرآن .
ثم قدم عدد من الاطفال مسرحية صامته عن الأم، أداها أطفال المركز، تناولت مرارة فقدان الأم ، وأنشد أحد الأطفال أغنية ع”الندى الندى” للمطربة صباح.
أما الطفل محمد حيشية فمثل مسرحية عن اليتيم بعنوان “أمي وأبي” تتناول قصة طفل يتيم فقدَّ أمه وهرب من الميتم ليبحث عن والده..
وفي نهاية الحفل قامت مدير المركز صبا حمود بتكريم المدرسين في المركز والأطفال المميزين.
إبداعات متميزة
وعلى هامش الحفل بينت مدير المركز لـ”الثورة” وجود فرعين للمركز الذي يهتم بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ووصفتهم بأصحاب القدرات الخارقة، وإن توجيه مواهبهم بشكل صحيح ينتج عنه أشياء لاتخلو من الإبداع.
وأضافت: الحفل يظهر صقل هذه المواهب بعدة مجالات كالرسم والعزف والغناء والتمثيل، فقد شارك في الحفل ٢٥ طفلاً من أصل ٤٠ طفلاً مستفيداً.
المدير الإداري نيرمين حبيب لفتت إلى أهمية الحفل بمناسبة عيدي المعلم والأم وقالت: يشارك اليوم معنا عدد من الأطفال يظهر من خلالهم الجهد الذي بذله المدرسون في تدريبهم تضمن العرض ٨ فقرات متنوعة منها مسرحية صامتة وأغان وأداء راقص ومعرض للأشغال اليدوية من صنع الأطفال .
كاهن مطرانية دمشق المارونية الأب مارون توما أشار إلى ضرورة مشاركة جميع الجهات في العمل الإنساني اليوم من جوامع وكنائس ومؤسسات دينية ومجتمع مدني في ظل حاجة بلادنا لتماسكنا وخصوصاً اطفالنا الذين عانوا من تبعات الحرب وتأذوا على المستوى النفسي والجسدي ومستوى الأهل، وقال: تركت الحرب جروحاً نفسية لديهم تجسدت بإعاقات معينة، أو احتياج معين، أو صعوبات تعلم، نتيجة الصدمات التي عاشوها خلال الحرب من صوت رصاص وغيره.
وأضاف توما: نجد أعداداً كبيرة من هذه الشريحة في سورية لايمكن إحصاؤهم.. ونحن على أمل أن نوسع عمل هذه المؤسسة في كل المحافظات، وقد كان لنا نشاط سابق مع مؤسسة “إيمان ونور” وهي مؤسسة عالمية، لكن يقتصر دورها على المرافقة والمساعدة، بينما مؤسسة “أنا وطفلي” فهي متقدمة وتقوم بالعلاج والتأهيل للأطفال وصعوبات التعلم، ونعمل كذلك مع جمعية غاردينا للعلاج النفسي ونقوم بعلاج آثار الحرب من نساء معنفات وأطفال، ويتم الاهتمام بموضوع الابتزاز والتحرش الجنسي، ونأمل أن يكون هناك تعاون مع مؤسسة “أنا وطفلي”.