الثورة – عبير علي:
ينتمي الفنان هنري صايغ لأسرة فنية معظم أفرادها يمارسون الرسم، بمن فيهم والده الذي له تجارب في الفن الفطري (البعيد كل البعد عن القواعد الأكاديمية والدقة الرياضية والزخرفة الهندسية).
ويعتبر من أقوى الفنانين في الرسم الواقعي والانطباعي، حيث اكتسب هذه القدرات بالموهبة والمثابرة والعشق المزمن للفن، والعمل اليومي، فهو يتنقل بين الرسم الواقعي والانطباعي، ويعرف قواعد الرسم الانطباعي، كما وضحها زعيم المدرسة الانطباعية كلود مونيه في بيانه الشهير.
أقام هنري عدة معارض فردية وثنائية، وشارك في العديد من المعارض الجماعية الرسمية والخاصة في دمشق ،قبل أن يغادرها إلى مدينته طرطوس، ويقرر التفرغ لعمله الفني بعيداً عن ضجيج صالات العرض والتجمعات الفنية.
ومنذ بداياته لأكثر من ثلاثة عقود، برزت إمكانياته في الرسم الواقعي، وقدرته على ملاحقة أدق التفاصيل، وقدم لوحات كثيرة لمدى وأفق وأمواج البحر في طرطوس، كما رسم العديد من اللوحات الزيتية لمشاهد الطبيعة الساحلية، والعناصر الإنسانية والوجوه والأشكال الصامتة وغيرها.
وفي هذا الحوار، يقدم الفنان هنري أجوبته بالمختصر المفيد لبعض الأسئلة، التي طرحناها عليه:
* تنتمي إلى أسرة فنية، ما مدى تأثير ذلك في اتجاهك نحو الرسم؟
لاشك بأن محيط الأسرة، واهتمامها بالفن لعب دوراً مهماً بهذا الخصوص، لدرجة اعتقدت ومنذ البداية، أن الفن أمر بديهي وفطري ولٍدَ معي، واستمر دون توقف أو انقطاع.
* ما أهم المعارض الفردية والجماعية التي شاركت فيها؟. ومتى نشاهد معرضاً فردياً لك.
لقد أقمت عدة معارض فردية وجماعية من منتصف التسعينيات حتى سنة ٢٠٠٣، حيث قررت التوقف عن العرض بأي صيغة، لأسباب معنوية وليست فنية، رغم وجود بعض المشاركات، مثل ملتقى الرقة الدولي الأول ٢٠٠٨ ومهرجان عشتار – دبي 2019.
بالنسبة لمعرض فردي على المدى المنظور لا أعتقد.
*تتنقل بين عدة مدارس فنية ما الأقرب والأحب إليك؟
ربما الانطباعية هي الأحب لقلبي من بين المدارس الفنية، فهي حرة وعفوية وممتعة للنظر وبعيدة عن أي زخرفة عقلية أو أفكار فلسفية.
* كمتفرغ للعمل الفني، كيف تواجه الصعوبات التي تعترضك وخاصة في هذه الظروف الصعبة؟.
بعد توقفي عن العرض في الصالات، اعتمدت على الطلبيات الخاصة، وعلى بعض المتقنين، لأعمالي الفنية وبأسعار جيدة وربما ممتازة.
* أنت أحد القلائل الذين يجيدون الرسم الانطباعي، كيف تحقق ذلك؟
الرسم الانطباعي تطلب سنوات، كنت أخرج بلوحاتي وألواني وأرسم بالهواء الطلق تحت الشمس، لأنقل تبدلات الضوء واللون في ساعات متغيرة، ولقد واجهتني صعوبات وخاصة أثناء التنقل في الشتاء، وضعف الإمكانيات.
ولكن الشغف وحب العمل والإخلاص للفن الذي أعشقه جعل الأمر يتحقق بيسر وسهولة.
* ماذا تقول عن أدعياء الانطباعية والذين لا يمتون إليها بصلة؟.
الأمر يحتاج لفهم الشروط الانطباعية، وهي واضحة لأي مطلع أو مهتم.. وإلى اللمسات الملونة ، فالظل في اللوحة الانطباعية هو لون، ويجب أن تكون اللمسات سريعة ومتتابعة ومتراقصة على المساحة البيضاء، حتى تجعل من العمل انطباعيا … من يريد أن يرسم لوحة انطباعية صادقة وحقيقية ، يحتاج إلى ثقافة فنية حددها زعيم الانطباعيين “كلود مونيه” في كتاباته وأقواله.
*هل لدينا فنانون انطباعيون كثر؟
** الذين يضحون ويبذلون جهدا للرسم المباشر في أحضان الطبيعة، ويتنقلون بعدة الرسم من مكان إلى آخر، قلائل جداً، وربما بكل سورية لا يتجاوزن عدد أصابع اليد الواحدة، وربما أكون متفائلاً بهذا التقدير.