العمل الخيري.. يجسد التكافل الاجتماعي ومنصة لتعزيز القيم والمبادئ

الثورة – غصون سليمان:

يجسد العمل الخيري منذ سنوات طويلة في سوريا حالة من التكافل الاجتماعي الذي أثبت حضوره بين جميع المكونات على أرض الواقع، فالعطاء يبدد سواد الحاجة، ويرمم قلة الحيلة، ويبلسم النفوس المتعبة عند خوض تجربة الظروف الصعبة.

عن أهمية العمل الخيري ودوره في تعزيز التكافل والألفة الاجتماعية في مختلف الظروف، بين الدكتور علاء قريط- جامعة دمشق، قسم علم الاجتماع- مدير مؤسسة لجنة العمل الخيري التابعة لمطرانية سهل حوران وجبل العرب لطائفة الملكيين الكاثوليك في حديثه لـ”الثورة” أن العمل الأهلي كان ومازال هو الركيزة الأساسية التي تعكس روح المجتمع وتعبر عن تلاحمه وتكامله، باعتباره الوسيلة الأهم لتعزيز مفهوم المواطنة الحقة التي تقوم على مفهوم الانتماء، والمسؤولية، والاحترام المتبادل، وتشمل عناصر مختلفة مثل اللغة، التاريخ، التراث، القيم والعادات، مشيراً إلى أنه في ظل التغيرات السريعة والتي نواجه فيها كبلد تحديات متعددة على جميع الصعد، تظل المواطنة، والهوية الوطنية من أهم عوامل استقرار المجتمع وتقدمه.

واجبات ومسؤوليات

فالمواطنة- برأي قريط- ليست مجرد حقوق، بل هي واجبات ومسؤوليات تتطلب من الجميع أن يكونوا سفراء للوطن، وخدمته وتنميته بالمحبة والتعاون والتفاني، طالما تمثل الهوية الوطنية جوهر الشخصية الجماعية والتراث الثقافي الذي يربط بين ماضٍ وحاضر.

وأكد على هامش مؤتمر الهوية والمواطنة الذي بدأ أعماله في كلية الآداب جامعة دمشق في الفترة من ١١، ويستمر لغاية ١٥ الشهر الحالي على أهمية عقد المؤتمرات واللقاءات والأنشطة المختلفة لتبادل الأفكار بهدف تعزيز روح المواطنة والهوية بين أبناء المجتمع.

وعن دور لجنة العمل الخيري في تعزيز قيم المواطنة والهوية بين أن ذلك لا يقتصر على تقديم المبادرات والخدمات فحسب، بل يمتد ليشمل بناء جيل واعٍ ومثقف يدرك قيمة انتمائه ويفتخر بهويته الوطنية، والتي تنعكس إيجاباً في ترسيخ مبادئ الوحدة والتسامح والتعايش السلمي، فقد غدا العمل الأهلي منصة لتعزيز القيم والمبادئ التي تبني الوطن وتقويه، وهو ليس مجرد تقديم المساعدات، بل رسالة سامية تعكس قيم التضامن والتآزر والانتماء الوطني.

وعن خصوصية المرحلة التي مرت فيها سوريا خلال فتره الأزمة ذكر الدكتور قريط كيف أن الحاجات تفاقمت بشكل كبير، وأن الطلب أصبح أكثر من العرض كما يحكى بالسوق التجاري ما أثر سلباً على حياة الناس، لافتاً إلى أنه في حال رفع العقوبات بشكل جدي عن الشعب السوري فان السرعة بالتطبيق والتنفيذ هي الأهم، متمنياً أن يشعر المواطن من دون خوف وقلق بالمعاناة التي عاناها خلال سنوات الحرب الطويلة، فمن حقه أن يعيش مثل بقيه الشعوب بعيداً عن الحروب والأزمات.

طموح التجربة

وعن طموح تجربة العمل الخيري التي بدأت منذ عام 2016، أكد الدكتور قريط على استمراريتها بغية الوصول إلى مرحلة لم يكن فيها أي محتاج في هذا البلد، مشيراً إلى أهمية المبادرات المجتمعة التي تلامس وجع الناس ونسيجها الاجتماعي ويتم معالجتها بما يتاح من إمكانيات وقدرات تخفف ما أمكن من ضغط الحاجة وأعباء الناس.

وعن لون المبادرات التي تقوم بها المؤسسة الخيرة على مستوى الجامعة بين الدكتور قريط أنها تشمل حالات متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر ما يتعلق بواقع الاتجار بالمخدرات نظراً للانتشار الكبير لهذه الظاهرة خلال السنوات الماضية، وبالتالي من الضرورة الاجتماعية والأخلاقية العمل على صعيد التوعية ومحاربة هذه الوباء القاتل، إضافة إلى إبراز نشاطات حول اليوم العالمي للإعاقة وتسليط الضوء على هذه الشريحة بتقديم الدعم المادي والمعنوي لفعاليات كهذه.

الدكتور قريط أعرب في ختام حديثه عن شكره وامتنانه لجامعة دمشق وكلية الآداب من رأس الهرم إلى الأساتذة لما يقدمونه من تسهيلات لإنجاح جميع المبادرات المناسبة والمطلوبة.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد