حين نسير وراء المقصد السليم، ونعبر الطرقات الوعرة بمصابيح المعرفة، ونعبّد الجسور المجتمعية التي طالها الانكسار المادي والمعنوي بما يصلح حالنا وأحوالنا، نكون قد اختزلنا مسافة وجع بشريط الأمان.
فما أكد عليه وزير الإعلام الدكتور حمزة مصطفى مؤخراً أننا نحتاج إلى خطاب عقلاني يعزز السلم الأهلي غاية في الأهمية والوضوح.
من هنا.. على الجميع من دون استثناء التبصر بماهية جدار السلم الأهلي، الذي تعرض للاهتزاز والاختراق لأسباب مختلفة لم تعد خافية على أحد، فإذا كان جوهر الأعمال بالنيات، فإن صدق النوايا هو تتويج السلوك بالقول والفعل بما يرضي الضمير ويهذب الأخلاق، وخاصة ما نشهده على منابر السوشال ميديا، التي يخوض فيها البعض حروباً مطوّرة اجتماعياً وسوسيولوجيا، قائمة على نشر ثقافة الفتنة والحقد والتفرقة بالمجان، وكأن داحس والغبراء لم تبرح المكان.
إن تأكيد وزير الإعلام على أهمية الانتقال إلى خطاب إعلامي وطني جامع، يقوم على قيم المواطنة والمساواة، ويتسم بالعقلانية والاتزان، مع التركيز على تعزيز السلم الأهلي في مواجهة خطاب الكراهية والانقسام.. هو الصواب، وهو البوصلة والركيزة الأساسية، للنهوض بوطن أتعبته الظروف والتجاذبات الداخلية.
اليوم وبعد رفع العقوبات والحصار الاقتصادي عن كاهل الشعب السوري نتمنى أن تنعكس الحالة المعنوية إيجاباً على مشاعر السوريين، مسؤولين وأفراد، وأن ينفضوا عن كاهلهم كلّ ما علق من رواسب، بعيداً عن مجمل المسميات التي لا تروق لأحد.. فخطاب الكراهية يدمر ولا يعمر، وآن الأوان لأن نتلحف بعباءة الوطن.