الثورة – علاء الدين محمد:
من الصعب على أي طالب التركيز على مدار الساعة الدرسية من دون أن يشرد فيها، لذا من الطبيعي أن يشرد الطالب لثوان في الحصة الدرسية، لكن من غير الطبيعي أن يستمر شروده طيلة وقت الحصة، وإن حصل ذلك هذا يعني أن الطالب في وضع غير صحي وهو مريض، ومشتت الذهن.
وللتعرف على أسباب الشرود الذهني عند الطالب وأعراضه كانت لنا وقفة مع الباحثة التربوية الأستاذة يسرا عباس على هامش اللقاء التفاعلي (الشرود الذهني) في ثقافي المزة بدمشق
*بداية كيف تعرف المعلمة الطالب الذي يعاني من الشرود الذهني؟
تعرف ذلك في حال عدم قدرته على التركيز، وأن يكون قليل الإدراك والاستنتاج، إضافة إلى عدم قدرته على الإجابة خلال الأنشطة التعليمية في الصف، وعدم قدرته على القيام بواجباته المدرسية لوحده، وعدم تذكر الأشياء التي حدثت معه منذ فترة قصيرة، ثم صعوبة الجلوس لفترة طويلة وفرط نشاط، كذلك صعوبة التفكير بوضوح وضعف الاستنتاج وكثرة فقدان الأشياء وتذكر أين وضعها مثلاً.
إضافة إلى ارتكاب أخطاء ناجمة عن الإهمال وعدم الاحتفاظ أو الاختزان للمعلومات داخل الصف، وغالباً لا يلتزم بالتعليمات ويفشل في التفاصيل ولا يستمع أو ينصت للمعلمة.
وأيضاً هناك العديد من الأعراض التي تظهر على الطالب منها: ضعف في إدارة الوقت، وسريع الملل والغضب وميل للانعزال والوحدة والابتعاد عن الصف والباحة، إلى جانب حدوث اضطرابات في النوم مثل الأرق، الصداع، النعاس المستمر، وقلة التركيز على مدار اليوم بكل الحصص، وافتقار للطاقة الجسدية أو العقلية، اللعب بشكل غير منتظم وتدني علاماته.
وعن أسباب الشرود الذهني أوضحت الباحثة عباس أن هناك العديد من الأسباب أهمها العوامل وراثية، فالطالب نفسه له شخصية ضعيفة بسبب أنه لا ينام كفاية لجسمه وعمره وإهماله لنفسه.
وأيضاً هناك أسباب صحية، تتعلق بالجوع، توتر، قلق، تلبك دائم.. وهناك عوامل بيئية تتعلق بالمحيط، البيئة الأسرة، الشجارات العائلية التنمر الوضع الاقتصادي، غياب أحد الوالدين.
وهناك أسباب تتعلق بالمعلم مثل أسلوبه غير الجذاب للعلم، كراهية التعلم، المدرسة، المادة، وذلك يعود إلى ضعف الثقة بالنفس، مكان الجلوس بالصف، قلة اهتمام الأم ومحبتها وشعوره بأنه محبوب غير موجود، وعدم وجود نظام غذائي متوازن، ما يؤدي إلى اختلال هرموني، أي إفراط أو نقص بإفراز الغدة الدرقية.
وأكدت الباحثة أيضاً أن هناك أسباباً نفسية منها القلق، الاكتئاب، أحلام اليقظة، مشكلة تتعلق بالطالب عالي الطموح، عاطفية صحية نفسية، وراثية، تعدد المهام أو سهولتها، يصاب بالملل والسرحان.
وعن الأساليب التي ينفذها المعلم داخل الصف للعلاج من حالة الشرود الذهني، لفتت الباحثة إلى أنه يجب أن يقدم طرائق حديثة، لناحية الأسئلة، الوسائل مثل، التقويم، الحوار مع التلاميذ، التعزيز والتشجيع، الإثارة والتشويق، بمقدمة الدرس مثال: أغنية مسرحية (مسرح العرائس) وسائل حديثة، جهاز الإسقاط، فيديو تعليمي، تمثيلية ينفذها تلاميذ في الصف، الأنشطة التعليمية، الحوار مع التلاميذ.
فالمعلم الناجح يشارك جميع التلاميذ بالدرس من خلال أسئلة مباشرة واضحة سهلة، ناهيك عن حركة المعلم أمام السبورة، والتجوال بين الطلاب بغية الانتباه على المقصرين شاردي الذهن غير المشاركين لتعزيز كل موقف تعليمي بعبارات جميلة مثل.. أحسنت، ممتاز، أو يناديه باسمه أو يا بطل، أكمل الإجابة يا أحمد.. أحسنت يا مايا.
ومن الضرورة أيضاً أن يشير للطالب الذي لا يشارك ويبتسم له.. هيا أيضاً أو أعد الإجابة، بمعنى إشراكه بالنشاط من خلال التعلم التعاوني، فمهارات المعلم الناجح واضحة من خلال شخصية محبوبة من الطلاب، يمتلك الابتسامة، وبشاشة الوجه، وأناقة القد، والصوت الجذاب.