الثورة – تقرير نعيمة الإبراهيم:
على خلفية الهزائم المتلاحقة التي يتعرض نظام كييف في أرض المعركة، رغم الدعم الغربي اللامحدود، ومع انكشاف حقيقة أهداف هذا الدعم المتواصل، المتمثلة بمحاولة إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا الاتحادية التي تدافع عن أمنها القومي، أقر مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل بأن الدعم السخي الذي تقدمه دول الغرب لأوكرانيا نابع من مصالحها الخاصة وليس حباً بالشعب الأوكراني.
وفي مقابلة مع قناة CNN التلفزيونية الأمريكية اعتبر بوريل “أنه في حال انتصار روسيا في هذه الحرب ستتضرر مصالح الولايات المتحدة وأوروبا بشدة، فالأمر ليس من باب الكرم، ولايتعلق بدعم كييف لأننا نحب الشعب الأوكراني بل لأن هذا يصب في مصلحتنا، وفي مصلحة الولايات المتحدة كلاعب عالمي”.
وكان بوريل قال في وقت سابق: إنه إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا “فسيكون لذلك عواقب وخيمة على أمريكا وعلى نظام التحالفات القائم حولها وحول أوروبا.. وفي مثل هذا السيناريو لايمكن لأي دولة أن تكون واثقة من أن واشنطن سوف تهب لمساعدة أي حليف يتعرض للهجوم”.
من جهة ثانية اعتبر بوريل أن فكرة حل القوات المسلحة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أجل إنشاء جيش واحد لعموم أوروبا غير واقعية وغير قابلة للتحقيق”، وقال: “من الخيال التخلي عن 27 جيشاً من أجل إنشاء جيش واحد”، داعياً إلى تفكير أكثر واقعية وتواصل أفضل بين دول الاتحاد الأوروبي.
ورداً على اعتراف بوريل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الغرب تحدث للمرة الأولى بهذا الشكل العلني الصريح عن مصالحه في الصراع الأوكراني.
وكتبت زاخاروفا على قناتها في تيلغرام، أنه لم يتبق أي أثر للإبداع في النهج الأمريكي في التعامل مع العلاقات الدولية.
وأضافت زاخاروفا: “ولأول مرة، تحدث ممثل الأنظمة الغربية بهذه الصراحة عن جوهر ما يحدث. وأوضح بصراحة أن الأمر لا يكمن في حب الأوكرانيين، الذين دمرهم الغربيون عملياً. الأمر يكمن في رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على هيمنتها، وبالحفاظ على دورها المتلاشي في الشؤون العالمية.
لم يتبق أي أثر للإبداع في النهج الأمريكي تجاه العلاقات الدولية”.
وشددت زاخاروفا على أن الديمقراطيين الليبراليين لا يتقنون سوى التدمير، ويرون في هذه المهارة ضمانة للهيمنة.
وأضافت ممثلة الخارجية الروسية: “وأما مهمة الاتحاد الأوروبي في المرحلة الحالية، فهي تتلخص في بذل كل الجهود عن طيبة خاطر لتزويد أوكرانيا بالقذائف المشتراة بأموال مواطنيه، الذين لم يسأل أحد عن رأيهم”.