الجاذوب يُهدّد غابات الصنوبر.. مدير وقاية النبات لـ”الثورة”: تنتشر في كل المحافظات ونعمل على مكافحتها بشكل واسع
دمشق – الثورة – إخلاص علي:
ظهر بشكل واضح الأثر الكبير لانتشار حشرة الجاذوب في غابات الصنوبر في كل المحافظات، وتلقت “الثورة” عدة شكاوى حول المشكلة، ولاسيما ضمن مناطق تتداخل مع غابات الصنوبر والمدارس المحاطة بهذه الأشجار.
الشكاوى نقلناها إلى مديرية الوقاية النباتية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ليؤكد مديرها الدكتور إياد محمد هذا الأمر، مبيناً في تصريح خاص أن انتشار الحشرة في محافظات حلب– اللاذقية- طرطوس- إدلب- حماة– حمص- والغاب، كما سجلت خلال عام ٢٠٢٢ في جبل قاسيون بدمشق.
الحرائق ساهمت بانتشارها
وأوضح أن الحرائق التي حدثت في شهر تموز بالمنطقة الساحلية ساهمت بهجرة الحشرات كاملة إلى بقية المواقع الحراجية، وهناك وضعت الحشرة بيوضها بكثافة على الأشجار، إضافة إلى الظروف البيئية، فلم تنخفض درجات الحرارة لأقل من /4/ درجات مئوية هذا العام، وبالتالي لم تتأثر الآفة، وفقست البيوض بشكل مبكر في تشرين الأول، وحدثت هجرة اليرقات في بداية الشهر الحالي.
مكافحات في المناطق المأهولة
وحول الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.. لفت الدكتور محمد إلى أن الوزارة اعتمدت في برنامج المكافحة الكيميائية خلال الأعوام السابقة على استخدام الرّش الأرضي بالحجم متناهي الصغر، أو بالتضبيب باستخدام الزيت البترولي عند فقس ٨٠ % من البيوض وعلى يرقات الطور الأول والثاني على جوانب الطرقات وفي المواقع المأهولة وقرب القرى، دون الدخول في وسط الغابة، أما في نهاية الخريف فنستخدم مبيد بيرثرويدي رشاً على جذوع الأشجار المصابة بشكل حلقة على ارتفاع ١.٥ متر بتركيز ١ ليتر لكل ١٠٠ ليتر ماء وخاصة في الأماكن المأهولة والسياحية والقريبة من المدارس، ونظراً لعدم إمكانية تأمين مبيد مانع الانسلاخ ( ديميلين زيتي مع مادة المازوت) بسبب المقاطعة ( المبيد من مصارد أمريكية)، لذلك قامت الوزارة بتأمين مبيد أتابرون وهو مبيد مانع انسلاخ ولكن يخلط مع الماء، وبالتالي المساحة التي يكافحها أقل بكثير، وهناك صعوبة في وصول المبيد لارتفاعات عالية للأشجار وعدم إمكانية وصوله لمسافات بعيدة ضمن الغابة.
نشر مصائد فرمونية
وتابع د. محمد بالقول: لضمان نجاح المكافحة اعتمدت مديرية الوقاية برنامج الإدارة المتكاملة، وعُمّم على جميع المحافظات المصابة بالآفة والتي تشمل عمليات التحرّي والمراقبة من خلال نشر المصائد الفرمونية قبل الموعد المتوقع لخروج الحشرات الكاملة، والطرق الميكانيكية المتضمنة جمع البيض وأعشاش الشتاء واليرقات في مرحلة الرتل (الطابور) والمكافحة الكيميائية
وأضاف: بلغت المساحة المكافحة ميكانيكياً وكيميائياً في المحافظات حتى تاريخ اليوم ١٠٠ هكتار في محافظة اللاذقية، و٧٢٥ هكتاراً في محافظة طرطوس، و٢٠٠ هكتار في حمص، و٦٤ هكتاراً في حماة، وفي ريف دمشق ٢٨ هكتاراً.
فورة جديدة
وفي إطار نتائج عمليات المكافحة أوضح مدير الوقاية أنه على الرغم من الإجراءات المنفّذة للحد من انتشار الآفة لُوحظ حدوث فورة خلال هذا العام، أدت إلى هذا الانتشار، وتسعى الوزارة لتأمين مبيد الديميلين، والذي يمكن أن يسهم في خفض المساحات المصابة للبدء بعملية مكافحة مكثفة نتوقع أن تكون نتائجها جيدة.
المكافحة على عاتقنا
ورداً على سؤال لنا حول إمكانية حصول المواطنين على المبيد أو التعاون مع الوحدات الإدارية للمكافحة بين مدير الوقاية النباتية أن الحشرة تعتبر من الآفات ذات الطابع العام والتي تقع مكافحتها على عاتق الدولة، ويمكن للمزارعين الطلب من دوائر الوقاية مكافحتها في المناطق المتداخلة مع ملكياتهم الخاصة.