الثورة – رفاه الدروبي:
أطلقت وزارة الثقافة احتفالية اليوم العالمي للمسرح بافتتاح معرض للكتب ضمَّ ٢٥٠عنواناً يحتوي على الكتب المُعزِّزة للثقافة المسرحية والسينمائية الدرامية لدى طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، ورافق الاحتفالية معرض احتوى نتاج ورشة العمل وتصنيع الدمى لشخصيات مسرحية أمثال أبو خليل القباني، وليم شكسبير، شارلي شابلن، صنعها طلبة قسم السينوغرافيا بإشراف هنادة الصبَّاغ.
دعم المعهد
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أشارت بكلمة لها بأنَّ المسرح السوري خطا خطوات جيدة بعد سنوات الحرب، وقدَّم عروضاً مسرحية للأطفال ولكلِّ الفئات العمرية في المرحلة الراهنة وهناك في يوم المسرح العالمي الكثير من العروض الشاملة لكافة المحافظات، حيث تنتج مديرية المسارح والموسيقا المسرحيات وتدعم أخرى، لافتةً إلى أنَّ المنتج سواء أكان عملاً مسرحياً أم شراء أعمال أخرى لا يكون بالكم وإن كان مهماً ولكن المحتوى ذو أهمية، خاصةً وأنَّ الأداء يتحسَّن عاماً بعد آخر، فالفرق المسرحية تُشارك في كثير من المهرجانات في مصر وعمان والبحرين وتونس، وحازت على جوائز وإعجاب متابعيها.
كما لفتت الدكتورة مشوح إلى أنَّ ما ينقصنا اليوم الكتَّاب والمسرحيين والسيناريو والأعمال السينمائية؛ لكن المشكلة في المردود المادي للكاتب يظلُّ أقلَّ ممَّا يتقاضاه في أماكن أخرى، ولا بدَّ للكتَّاب أن يضعوا نصب أعينهم بأن سورية بحاجة إلى إعادة بناء الفكر والشخصية والهوية الوطنية والوعي والذاكرة وإنعاشها، فالكاتب يعتبر العنصر الأول والأهم في أي عمل فني ينتج في وزارة الثقافة، إن كان عملاً مسرحياً أو سينمائياً أو موسيقياً أو كتاباً، منوِّهةً بأنَّ معرض الهيئة العامة للكتاب يمكن أن يستفيد منه المخرجون في نتاجهم المسرحي وفي الأعمال الروائية الإبداعية العربية والسورية أو أعمال مسرحية يمكن لهم الاستقاء منها فكراً مسرحياً.
ثم أشارت وزيرة الثقافة إلى دور المعهد العالي للفنون المسرحية كونه يتلقَّى دعماً بكلِّ مستلزمات بنيته التحتية، وتقاناته، وتحسين الوضع المهني والبيئة المهنية للأساتذة العاملين فيه، فأغلبهم فنانون يُقدِّمون رسالتهم، كما أعطاهم المعهد الكثير وبنى شخصيتهم وحضورهم الفني، وعليهم ردّ الدين، إضافة إلى مخرجاته من الكوادر الفنية المشاركة في العروض الدرامية الرمضانية المعروضة على الأقنية العربية.
قضاياه تلامس الناس
بدوره عميد المعهد العالي للفنون المسرحية تامر العربيد أشار إلى أنَّ يوم المسرح العالمي تقليد سنوي، وموعد ينتظره مسرحيو العالم وكلُّ محبي الفن وعشَّاق فن الخشبة، مايؤكِّد أهمية الفن المسرحي ودوره في حياة البشرية بشكل عام لأنه فن ليس ككل الفنون؛ مُبيِّناً بأنَّ المسرح السوري له من التاريخ والعراقة، ويحقُّ الاحتفال به لأنَّه يحكي ذاكرة وتاريخاً حافلاً من أيام أبي خليل القباني إلى يومنا الراهن، فالمسرح السوري دائماً كان ولّاداً، ويطرح بسخاء كتَّاباً ومخرجين وممثلين، وقدّم عروضاً أصبحت علامات فارقة في ذاكرة أبي الفنون السوري.
كما أكَّد عميد المعهد على أنَّ الاحتفال سيكون لمدة ثلاثة أيام حيث يُقدِّم صورة حقيقية وتظاهرة إبداعية تضمُّ مجموعة فعاليات وتكريم قامة مسرحية لها أثر على المستوى المهني، إبداعياً وإدارياً، إنه الدكتور سامر عمران، إضافة إلى مجموعة من خريجي المعهد من قسمي الدراسات المسرحية والتمثيل من عام ١٩٨٩ كونه تقليداً للمعهد.
لذة لقاء الجمهور
أمَّا عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السابق الدكتور سامر عمران فقال: للمكان ذكريات كثيرة في نفسي حيث قضيت معظم أوقاتي أثناء دراستي إلى أن أصبحت عميداً للمعهد، وله وقع خاص في وجداني بطلابه وبرامجه وأساتذته، وإنَّ اختياري للتكريم في يوم المسرح أحمله تاجاً على رأسي، ثم وجَّه رسالة لطلاب المعهد مفادها: أنهم ليسوا المسؤولين عن كل مايجري في مسارح العالم، ويتوجَّب عليهم أن يتذوَّقوا لذة اللقاء مع الجمهور وتحيَّته نهاية العروض، ولا يمكن أن تتاح الفرصة لهم إلا بالمسرح، ولا بدّ أن يعيشوه سواء عملوا في مجال التلفزة أو السينما أو الإذاعة أو الدوبلاج، إن العبق لا يوجد إلا بالمسرح ويتوجَّب عليهم تحسُّسه دائماً.
كما أكَّد على أنه بدأ العمل في المسرح المدرسي والجامعي منذ بداياته، ثم درس في المعهد العالي للفنون المسرحية، إضافة إلى عمله كمخرج وممثل، ورأى أنَّ الصيرورة التي يعيشها الطلاب الآن مختلفة لأن جزءاً منهم نشؤوا خلال الحرب ومنطق تعاطيهم مع الحياة يختلف كلياً، خاصةً أن العلاقة تغيَّرت مع الفنون بعد الحرب الباردة، واليوم ظهرت وسائل تقنية حديثة تتيح التواصل أكثر.
كما عرض طلاب المعهد عملاً مسرحياً عنوانه: الجانب الآخر إشراف كفاح الخوص على مسرح سعد الله ونوس، تناول نقداً للحياة الاجتماعية والمشكلات المعترضة للناس بأسلوب فكاهي مُثير ومشوِّق.